رد: مقامات أهل الإيمان " النادمون المستغفرون"
...يالكرم المولى عزوجل..يكون في قلبك خاطرسوء,أوتمر بك نية غير سليمة,أو تتلفظ بكلمة مشينة,أوتنظرنظرة غيربريئة,أوتحدثك نفسك بمعصية فترتكبها وتتسخ,ثم ما تلبث أن تبادر إلى تخليص نفسك من وسخها بالندم و الإستغفار,فإداأنت من المبصرين بعد أن كنت أعمى البصيرة."إن الدين اتقواإدامسهم طائف من الشيطان تدكروا فإداهم مبصرون".فوائد هاته النعمة الربانية ــ نعمة الندم والإستغفارــ كثيرة ومنافعها عديدة,لكننا نفرط فيها,ونغفل عنها ونحن في خضم هائج من الفتن,تعصف بنا رياح الهوى والملدات, ونغرق في أوحال الشهوات,ونتعثر في المعاصي والسيئات,وننسى سبل السلامة وحبل النجاة,وما حبل النجاة إلا ندم و إنابة واستغفار, مصداقا لقول رب العزة :"والدين إدا فعلوا فاحشة أو ظلمواأنفسهم دكرواالله فاستغفروالدنوبهم ومن يغفرالدنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون"...هاهو كتاب الله عزوجل يخبرنا و يدلنا على الداء والدواء,على ما ينجس الأنفس ويدنسها,وما يطهرها و ينقيها.الفواحش هي الوسخ وهي الداء,والندم والإستغفار هو الجلاء و الدواء,فأكثر من الإستغفار في بيتك وعلى مائدتك وفي مجلسك وفي ممشاك ومسعاك,فإنك لاتدري متى تنزل المغفرة ولا متى تكون ساعة الإستجابة.الإستغفارحطة للدنوب,فكن من المستغفرين,أظهر لربك الندم والجأ إليه تجده منيباغفارا,مهما عظمت دنوبك ومهما اتسخت نفسك,مهما استحودت عليك خطاياك, ومهما رأيت عصيانك كبيرا,ووزرك جما غزيرا,إغسل دنسك الجسيم بالإستغفار,ولاق ربك بالندم والإقرار,فهوسبحانه وتعالى منتهى خوف العابدين,وغاية خشية المتقين.فإن أنت فعلت إنفتحت لك بصائر الهدى وانقشعت عنك سحائب الضلالة,وكتبك ربك عزوجل عنده في مقامات النادمين المستغفرين.
حسن الحاجبي
|