[align=justify]
يقول الشاعر ـ طلعت ـ عليه رحمة الله ـ في قصيدته (تاريخ الحب):
فلنهجر كل الأشياءْ
اللون الأسود والأبيضْ
الظلمة والأضواءْ
النار وطعم الماءْ
كل الأشياءْ
فلنهجر تاريخ الناس
ولنرسمْ تاريخا آخر ..
تاريخاً للحب
اثنان نعيش بلا ضوضاء ..
فطعامي قبلات
وطعامك قبلات
وشرابي عطر ونداء
وشرابك عطر ونداء
دنيانا حب وعطاء
الناس وراء الأقنعة
ناس جبناء ْ
فلنتركهم
ولنهجر كل الأشياء ..
سأعيش وأنت بلا دنيا
سنعمر بيتا من غزلٍ ..
من غير حجارهْ
بيتا ً لا يعرفه أحد
فهناك نعيش بلا ضوضاء
الهمس الحالم عالمنا
الشعر الرائع قبلتنا
وبلا ضوضاء .. (نور الأدب :08 ـ 05 ـ 2008 )
عندما تضيق الدنيا على الشاعر بما رحبت ، بحاول جاهدا أن يصنع عالمه الخاص به ، عالما ميتافيزيقيا..عالما يخلو من التّضاد والمتناقضات..لا وجود للأحقاد والحروب..لا وجود للغربة والاغتراب.. لا وجود للألوان ..إلا للون الحب ! لا وجود لكل هذه الثنائيات المتنافرة المتضادّة..
وتستمرّ رغبته في كتابة تاريخ من نوع خاص..خاصّ بالشاعر..يذوب فيه كلّ شيء..كلّ المتناقضات على اختلافها..كلّ الثنائيات المتنافرة ..هذا التاريخ الجديد ..تاريخ للحب !بسيطا..نقيا..هادئا..لاضوضاء فيه..لا بشر! يخلو من الأشياء والناس..كلّ الناس..تاريخ لاثنين فقط! للشاعر ومحبوبته! يعيشان فيه بالقبلات والعطر..والنداء..
عالم بلا دنيا..البيت فيه من غزل لايعرفه أحد !..فيه حبيبان..
عالم من الهمس الحالم، قبلتهما الشعر..دون ضوضاء..وظلّ حلم الشاعر وهوسه أن يسكن القصيدة..قصيدة غزل..فتركنا ورحل دون ضوضاء..وهجر كلّ الأشياء..ترك عالمنا بكل متناقضاته وارتحل..ترك عطر قصائده..لكنه فشل في أخذ رفيقة العمر..قصيدته الخالدة..حبيبته الأزلية (فلسطين)..رحلتْ معه همّا وحلما عاش يسكنه ولم يفارقه..
[/align]