رد: مقامات أهل الإيمان"الخائفون الراجون"
... الخوف من الله شجرة طيبة إذا نبت أصلها في القلب إمتدت فروعها إلى الجوارح ,فآتت أكلها بإذن ربها وأثمرت عملا صالحا وفعلا كريما وقولا حسنا,إن رجحان جانب الخوف من الله في قلب المؤمن هو وحده الذي يرجح الكفة وهو وحده الذي يعصم من فتنة هذه الدنيا وبدون خوف لا يصلح قلب ولا تصلح حياة ولا تستقيم نفس ولا يهذب سلوك ,وإلا فما الذي يحجز النفس البشرية عن ارتكاب المحرمات من زنى وبغي وظلم وركون إلى الدنيا غير الخوف من الله؟، وما الذي يهدئ في النفس هيجان الرغائب وسعار الشهوات وجنون المطامع سوى خوف الله؟ وما الذي يثبت النفس في المعركة بين الحق والباطل وبين الخير والشر سوى خوف الله ؟ وما الذي يدفع الإنسان إلى تقوى الله في السر والعلن سوى خوف الله؟، فلا شيء يثبت الإيمان عند العبد رغم الأحداث وتقلبات الأحوال في هذا الخضم الهائج إلا اليقين في الآخرة والإيمان بها والخشية والخوف مما أعده الله من العذاب المقيم لمن خالف أمره وعصاه. فتذكر الآخرة في جميع الأحوال والمناسبات والظروف يولد عند الإنسان حسا مرهفا يجعله دائم اليقظة جاد العزيمة دائم الفكر فيما يصلحه في معاشِه ومعادِه ,كثير الوجل والخوف مما سيؤول إليه في الآخرة...قل لي بربك: كم مرة ذكرت الله وخشيته فدمعت عيناك من خشيته؟, كم مرة هممت بارتكاب الذنب فتذكرت الله فرجعت عن ذنبك لوجه الله؟, كم مرة وقفت على قبر عزيز لديك وتذكرت الموت وأهواله والصراط وأحواله فسالت دمعتك على خدك خوفا وخشية من الله؟,ألا أبشرك بحديث لرسول الله (ص) يقول فيه :" لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن إلى الضرع "فابك على معصيتك,واجعل للخوف سبيلا إلى قلبك,واطرق باب الخشية من ربك,واستمسك بحبل الرجاء عند مولاك ...
للحديث بقية
|