رد: مقامات أهل الإيمان "الذاكرون اللاهجون"
في الحديث الشريف"ما من قوم إجتمعوا يذكرون الله تعالى لايريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم مناد من السماء قوموا مغفورا لكم,قد بدلت لكم سيئاتكم حسنات"وروى الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة )ض(عن رسول الله )ص( أنه قال"إن لله ملائكة سياحين في الأرض إذا وجدوا قوما يذكرون الله عزوجل تنادوا هلموابغيتكم,فيجيؤون فيحفون بهم إلى السماء,فيقول الله تبارك وتعالى أي شيء تركتم عبادي يصنعونه فيقولون تركناهم يذكرونك ويحمدونك ويسبحونك,فيقول تبارك وتعالى وهل رأوني؟فيقولون لا,فيقول عزوجل فكيف لورأوني؟فيقولون لو رأوك لكانوا أشد تسبيحا وتحميدا وتمجيدا فيقول الله تعالى إني أشهدكم أني قد غفرت لهم"فكيف يفرح المسلم بالمال والأولاد وبالبهائم والنعائم, وحياته فتنة وتكاثر وزينة وتفاخر؟ إعلم رعاك الله أن لله عزوجل ميزان يزن به الخطايا والذنوب وميزان يزن به الخيروالإحسان,فإذا رجحت كفة البر والإحسان فأنت من الفائزين وإذا رجحت كفة الشر والعصيان فأنت من الهالكين,لكن هناك عمل واحد في الدنيا كلها لايوضع في الميزان,وتستحي الملائكة من تقدير ثوابه ويشفع لصاحبه عند الله في يوم الحساب,ألا وهو قولك لاإله إلا الله.هي كلمة التوحيد وكلمة الإخلاص وجواز المرور إلى منزلة الذاكرين,كلنا نحفظ ألفاظها ولكننا نقع فيما يناقضها,لذلك قال في حقها رسول الله )ص("من قال لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة في كل يوم كانت له عدل عشر رقاب,و كتبت له بها مائة حسنة ومحيت له بها مائة سيئة". هي كلمة الإسلام ومفتاح دار السلام,ولكن لابد للمفتاح من أسنان كما قال ابن المنبه,لذلك اتفق العلماء على أن لاإله إلا الله لها شروط لايثبت أجرها إلا بها و لا تصح ولاتقبل من قائلها إلا باستكمالها وتوفرها وهي شروط سبع:علم ويقين وقبول وانقياد وصدق وإخلاص ومحبة. فالعلم يراد به أن يعلم المسلم بمعنى لاإله إلا الله نفيا وإثباتا,وما تستلزمه من عمل,فإذا علم العبد أن الله تعالى هو المعبود وحده وعمل بمقتضى ذلك فقد شهد قلبه بما نطق به لسانه مصداقا لقوله عزوجل"فاعلم أنه لا إله إلا الله"ــ واليقين هو أن ينطق المسلم بلا إله إلا الله عن يقين يطمئن إليه قلبه,و ألايتسرب إليه شيء من الشك,ولايخص غيرالله تعالى بالعبادة والتأليه. قال تعالى"إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا"ــ و القبول أن يقبل المسلم كل ما اقتضته لاإله إلا الله من تصديق للأخبار ولكل ماجاء عن الله تعالى وعن رسول الله)ص(.قال تعالى"قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا"ومن لم يقبل فهو متكبر على الله,يشهد ألا إله إلا الله ولكنه يردها ولايقبلها كبرا وعجبا .قال تعالى"فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون"ــ والإنقياد معناه أن ينقاد المسلم لما دلت عليه لاإله إلا الله ,وأن يذعن ويستسلم ويرضى,ويعمل بما جاء به رسول الله )ص(.قال تعالى"وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون " ــ و الصدق هو أن يكون المسلم صادقا في عقيدته مصدقا لما جاء في كتاب ربه. الصدق أساس الأفعال والأقوال,فإن قال المسلم لاإله إلا الله بلسانه وهوكاذب في إيمانه فإنه يعد منافقا,وشهادته لاتنفعه ولاتنجيه قال تعالى"ياأيهاالذين آمنوااتقوا الله وكونوامع الصادقين"ــ والإخلاص هوأن يبتغي المسلم بشهادة لا إله إلا الله مرضاة الله تعالى,فلا يكون له فيها رياء ولا سمعة ولا قصد ولا نفع,قال تعالى"ألا لله الدين الخالص" وقال سبحانه"وماأمروا إلا ليعبدواالله مخلصين له الدين"ــ والمحبة هي أن تكون لاإله إلا الله على لسان المسلم مقرونة بحب الله وبحب رسول الله )ص( وبإجلاله و تعظيمه.وحب الله هوأن تقدم مايحبه الله على ما تحبه نفسك,لأن النفس أمارة بالسوء.قال تعالى"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم".خير الذكر لاإله إلا الله,وخيرالعبادة لاإله إلا الله,لاإله إلا الله تحيي القلوب,لاإله إلا الله تفجي الكروب,لا إله إلا الله تسترالعيوب ,لاإله إلا الله تمحو الذنوب, لاإله إلا الله تقرب الطالب من المطلوب.إذا فرحت قل لاإله إلا الله,وإذا حزنت قل لاإله إلا الله,إذا خضت في بحرمن النعم قل لاإله إلا الله,وإذامخرت عباب الهم والمحن قل لاإله إلا الله,هي الشفيع عند الله تعالى يوم لاينفع مال ولا بنون,إلا من جاء الله بقلب سليم,يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها, يوم يفرالمرء من أهله وذويه وصاحبته وبنيه,يوم تفتح الكتب ويوضع الميزان ,ويكون الخالق الديان هوالقاضي ويكون الملائكة هم الشهود, ونحن واقفون في المحشرحفاة عراة مكتوب على جباهناإما شقي وإما سعيد.فاللهم اجعلنا يوم الوقفة بين يديك من السعداء,اللهم جنبنا شر البلاء واجعلنا في جوارالأنبياء والشهداء,وشفع فينا محمدا سيد المرسلين والأنبياء. آمين.
|