عرض مشاركة واحدة
قديم 12 / 11 / 2017, 00 : 07 PM   رقم المشاركة : [8]
د. رجاء بنحيدا
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام

 





د. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: مقتطفات من كتاب ....


دور المفكر الإنساني ومسؤوليته:
يتحدد دور المفكر الإنساني انطلاقاً من هويته ابتداء، ويغدو مسؤولاً كذلك من موقعه
الوجودي الذي يعي ذاته من خلاله، لذا فإن هذا المفكر المسؤول ينطلق من معاناته الإنسانية وقلقه الوجودي، ويكون أميناً على هويته المتحّولة باستمرار ، ويثور في وجه منفاه أّياً كانت طبيعة هذا
المنفى.
ويفزع المفكر الإنساني إلى الخيار الأكاديمي الواعي بحثاً عن المعرفة، ونشداناً للحرية
المنطلقة من العقل البشري، القادر على سبر أغوار العقل البشري، عبر تاريخه. وهكذا تصير مسؤوليته متضمنة في محاولته صياغة هويته المتجددة باستمرار ،وهذاهومايغدوعين النضال ، والمقاومة لكل سلطة، أو معارضتها، انتصارا لعذابات البشر الذين يقعون ضحايا لها.




يصّور فرانز كافكا في روايته "القضية" مأساة الإنسان بصورة رمزية على لسان فأرة تقع بين
مخالب قط على النحو التالي:
"قالت الفأرة: العالم يزداد ضيقا كل يوم. كان كبيرا من قبل حتى لقد خفت وركضت، وسررت ًً
حين أريت أخيرا ، الجدران تنبثق من كل جهة؛ غير أن الجدران الطويلة تركض سريعا كي يلتقي بعضها ببعض، واذا بي في آخر غرفة، كما أرى هناك مصيدة سوف أسقط فيها. -كان عليك أن تبدلي الاتجاه، قال القط وهو يمزقها(13)".


يبدو أن الإنسان عبر تاريخه الطويل هو من يصنع مشكلاته بنفسه، ويتوهم من ثََّم أنه يحل
المشكلات التي تضعها في طريقه الحياة، ولعله يناضل دوماً ليتجاوز تلك المشكلات التي هي من صنعه؛ لأن الحياة ذاتها هي من صنعه كذلك، وقد عبر روجيه جارودي عن هذا في كتابه "نظرات حول الإنسان" فجعل عنوان الفصل الأّول، الحياة تصنع المشكلات، وتحدث فيه عن أزمات وثورات من التاريخ والفكر(14). فمسؤولية المفكر الإنساني ستكون دوماً إعادة قراءة ماضي الإنسان، أي تاريخه، ذلك التاريخ الذي صنعه، وعاد التاريخ بدوره ليصنع الإنسان، وذلك كله لمعرفة حاضره،وتفكيك مشكلاته ،ولقدأبدى سعيد تفاؤلا كبيرا حين رأى إمكانية إعادة القراءة والتأويل (15)،
أملاً في صناعة حاضر أقل سوءاً، وتوقاً لصناعة مستقبل أكثر إنسانية وإشراقا .


ويبدو أن المفكر الإنساني لا يستطيع القيام بهذه المسؤولية إلا إذا قام بعملية بناء وعي محدد الملامح، وعي ثوري، يحدد فيه موقعه من العالم الذي يعيش فيه، ويكون ذلك بتعريف الذات وامتحانها وتحليلها، ولقد رأى سعيد أن هذه هي المهمة المنوطة بالمفكر الإنساني ابتداء(16). ومثل هذه المهمة هي التي ف ّصل فيها القول أحد رجالات العالم الثالث الذين أشاد بهم سعيد(17 )، وهو معلّم الثورة الإيرانية علي شريعتي الذي عني كثيرا ببيان دور المثقف أو المفكر ومسؤوليته، وهو صاحبً كتاب"بناءالذات الثورية "،وكذلك كتب كتابا هاما "العودةإلى الذات "،أعادفيه قراءة تاريخ السلوك الاجتماعي لشعبه ، وصحح كثيرا من المفاهيم التي أسيء فهمها والتعامل معها ، مما أثمر وعيا جديدا ، هو الوعي الثوري فأكد وجهة نظر سعيد في إمكانية القراءة والتأويل وجدوى ذلك باستمرار .
وحين نقدم لدور الناقد الأنسني ومسؤوليته فإن بعض صفات هذا الناقد تطل برأسها من مثل ؛ المفكر والمثقف والأكاديمي، وقد يدور جدل صاخب حول تعريف كل واحد منهم، وقد يعزل الأكاديمي بوصف ما حتى يبقى خارج إطار المشاركة في التغيير بدعوى التخصص، وهذا ما سيناقشه سعيد مطولاً، وقد يقال إن المثقف هو كل من ملك اطلاعاً واسعاً، في العادة، في ميدان أو أكثر من ميادين المعرفة حتى تميز عن الإنسان الاعتيادي، أما المفكر فهو يملك أيضاً مثل هذا الاطلاع أو المعرفة ، لكنه يخضعها لعملية تحليل وإنتاج، ويصو منها فكرا كبيرا في العادة مما يحدث نقلة ، من نوع ما، في حياة المجتمع ، فالمفكر هو مثقف ، لكن ليس كل مثقف مفكرا "17"








د. رجاء بنحيدا غير متصل   رد مع اقتباس