رد: حوارنا المفتوح مع الشاعر الفلسطيني والباحث العروضي الأستاذ غالب أحمد الغول
شكراً لك دكتورة رجاء بنحيدا على هذه الأسئلة المائزة والمريحة والمتألقة بنفس الوقت .
وأجيب الآن على أسئلتك :
س1 ـ بين هذا الزخم المعرفي .. أين تجد نفسك ... أكثر ؟
ج1 ــ إن الزخم المعرفي الذي أشرت إليه دكتورة رجاء ما هو إلا ذرة تسبح بأفلاك الفضاء , لا وزن لها أمام معارف الآخرين , وكلما زاد علم الإنسان كلما زاد معرفته بجهله أولاً , لأن مدارك العلم لا حدود لها , ولن يبلغها أحد , ولو كان للعلم نهاية لانتهى منذ زمن بعيد , فالله سبحانه وهو أصدق القائلين قال: ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) فنحن نتسلى بالمعرفة ونقدمها للآخرين بما وهبنا الله من معرفة ,
ألم تتذكري معي قول الشاعر عندما قال :
وقل لمن يدعي في العلم فلسفة
....... علمت شيئاً وغابت عنك أشياء
, رحم الله من عرف قدر نفسه )
ولذلك ـ بكل صدق ـ أقول لك , بأنني أجد نفسي مكاني وبحاجة إلى مزيد من العلم لأنفض غبار الجهل عن لبي وقلبي . لأقول ( اللهم زدني علما) .
متمنياً على الله تعالى أن نعمل بما نعلمه , على الأقل بصدق الكلمة ومحبة الإنسان لأخيه الإنسان , والتعاون بين أفراد المجتمع , فهذه فضائل تفوق كل علوم الدنيا .
س2 : إلى أي مدى .. يستطيع الشاعر أن يكون ناقداً بريئاً ؟
ج2 :لا يستطيع الشاعر أن يكون ناقداً إلا إذا نقد نفسه أولاً , ولا يستطيع أن ينقد نفسه إلا إذا عرف حدود الشعر عروضه وقافيته وإيقاعه وبيانه ونحوه وصرفه , بهذا يستطيع الحكم على شعره وشعر غيره .
أما أن يكون ناقداً برئياً لغيره , فأظن أن مثل هذا لا يتأتى إلا للذين يحبون الله ووطنهم ومجتمعهم , فإن خاف الله يستطيع أن يوجه الشاعر إلى صوابه بكلمات شفافة وخفيفة لا يحس بها الشاعر الخاضع للنقد . وهذا من باب التشجيع ليستمر في قرض الشعر لخدمة وطنه ومجتمعه .
س3 : ما هو سر قصائدك المائزة ؟
ج3: قصائدي إن كانت مائزة , فالمتلقي هو الذي يستمتع بها أكثر من كاتبها , وبصراحة أكيدة أقول لك , بأنني تعودت أن أخاطب الناس بلغة ( السهل الممتنع ) لا بلغة التعقيد اللفظي البشع , الذي لا يفهمه إلا صاحبه , فأنا لست مع غموض الشعر , ولست قاموسياً في اختيار كلماتي , بل اختار الكلمات سهلة الهضم سريعة الفهم ,
شكراً لك دكتورة رجاء , مع باقة ورد أقدمها إليك .
|