رئيس القسم الشعري
|
رد: حوارنا المفتوح مع الشاعر الفلسطيني والباحث العروضي الأستاذ غالب أحمد الغول
الدكتورة أم أيمن فطنة الضالي
حياك الله دكتورة , لقد نسيت الرد , وبعد أن تفحصت الأسماء , وجدت نفسي مقصراً بعدم الرد على أسئلتك . فالمعذرة ,
وأجيب الآن على أسئلتك دكتورة .
س1 : إذا كان الأدب هو الشعر والنثر , فأين نضع قصيدة النثر أو القصة الشاعرة ؟
ج1: ومن سؤالك دكتورة نستطيع أن نستخرج عدة أسئلة , منها :
وإذا كان الأدب هو الشعر والنثر , فأين نضع السجع , وأين نضع الخطابة , وأين نضع القصة ,والرواية , والحكاية , والحكم , والأمثال , والزجل الشعبي , ؟
أليس كلها من إنتاج البشر الأدبي؟ أليس كلها من النثر ؟ , وكذلك قصيدة النثر لا يعيبها أبداً أن تبقى نثراً , ولا يضيرها أن تقع على رأس النثر وجودته , ولكن ما هو المقصود من أن نضعها شعراً ؟ وهل يزيد جودتها عندما تحتل مكانة الشعر ؟ ,
نعم يا أختي , ستبقى مكانها , نثيرة , ونثراً ولا تنتمي إلى الشعر المتعارف عليه قديماً وقبل أن يأتي الغرب ليخلقوا لنا هذه الإشكالية , والخلط بين الشعر والنثر , إلا بالطرق التي يراها فلاسفة العصر بمصطلحاتهم الإيقاعية , والبنيوية الحديثة , المستوردة من الغرب .
نعم أختي الدكتورة , نحن نغرف ثقافتنا من رحم ثقافتنا قديمها وحديثها , فالعرب هم الذين يعرفون جودة النص نحوه وصرفه شكله وبناءه , فقالوا , الكلام نوعان فقط , شعر ونثر ,ولما نزل كلام الله في القرآن قالوا , الكلام ثلاثاً , الشعر والنثر والقرآن , ونحن لا ننكر النثر الجيد , ولا النثيرة الجيدة , ولا كل فروع الأدب العربي بكافة أشكاله , ليبقى الشعر شعراً بإيقاعه المنتظم زمناً وحركة , ويبقى النثر نثراً برسالته النثرية , ويبقى القرآن قرآناً بترتيله وتجويده .
س2 : هناك اتجاه في النقد يعتني بالجمهور , فهل يمكن أن نتحدث عن أدب جمهور الناس في اللغة العربية الفصيحة , وبالتالي عن نقد جمهوري
ج2: لم يفسد الأدب مكانته إلا أهله وصناعه , أفسدوه بمصطلحاتهم الفلسفية والأفكار الملتوية , بما يسمونه الحداثة , وأي حداثة هذه ليجعلوا النثر والشعر شيئاً واحداً ؟ إن كان النقد يعتني بالجمهور فعليه أن يعتني بجودة النص بشرط أن لا يتجاوز النص نفسه , فلا يعيبه أن يكون نثراً أو نثيرة , أو أي اسم آخر غير اختلاطه في الشعر , بدعوى الحداثة , وبدعوي اندماج إيقاعي واحد , وأدب جمهور الناس يبقى أدباً بأي تسمية كانت , وهل يجوز مثلاً أن نسمي النثر شعراً , أو أن نسمي السجع شعراً , أو أن نسمي القصة بكل ما فيها من هذيان شعراً , أو نسمي القرآن شعراً , أو نسمي الحديث شعراً , لأن فلسفة الفلاسفة في الحداثة تدعي أن الإيقاع يوجد في الكلمة , ويوجد في الحرف الواحد , ويوجد في أي جملة , فهل يعني هذا أن كل ما نقرأه في المجلات وكافة الكتب هو شعر ولا يوجد للنثر أثراً , أهكذا تريد الحداثة في تفسيراتها وفلسفتها ؟
أشكرك دكتورة أم أيمن , هذا هو رأيي , ولا أجبر أحداً الأخذ به , تحياتي
|