27 / 09 / 2008, 41 : 09 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
بالإعدام شنقاً حتى الموت
[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/9.gif');"][cell="filter:;"][align=right]
لن أتحدث بشيء عن مجزرة بيت حانون فأعمق الجراح تكون آلامها أعمق من الحديث عنها و هي ما زالت طازجة تنزف فينا وقد تكررت لعقود طويلة وطال الظلم واستفحل خصوصاً أنه لا فرق في ذاتي بين الشهيد أو الجريح و بيني، إنهم أنا و أنا منهم، لحمهم لحمي و دماؤهم دمائي و جراحهم جرحي و مأساتهم مأساتي، هم الشهداء الأموات و أنا من الشهداء الأحياء و العكس أيضاً صحيح...
دماء عربية أخرى تسيل، جنون و دمار و كراهية تفوق الوصف...
الرئيس صدّام حسين و الإعدام شنقاً و جورج بوش وانتخابات الكونغرس.
الجمهوريون و الديمقراطيون، أيهما أقلّ عداء لنا الثعبان أم العقرب؟؟
و الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت على العراق..
الحكم بالإعدام شنقاً حتى الموت على العروبة....
جمال عبد الناصر أُعدم سراً هو ووحدته العربية..
أحبه العرب كل الشعب العربي و ما زالوا و كرهه بعض المصريين من أجل مصالحهم الخاصة و ما زالوا..
لن أدخل في سجال عقيم في حمّامنا المقطوعة مياهه حول بطولة الرئيس صدّام حسين
لن أُدخل نفسي في بؤرة الشتم و الشتم المضاد و لا أودّ أن أدخل في دوائر الفتنة و التعصب .
و لن أتحدث أيضاً عن المجتمع الأبوي في عالمنا العربي حسب التعبير الغربي..
بطلاً و فارساً يقوده، يؤلهه و ينزهه من أخطاء البشر وإلا يكون شيطان رجيم
لن أرقص فوق جثته و لن أستلّ سكيناً أغرسها في الجسد الذي وقع لأني و ببساطة لست من الفئة التي تتزلف و تتذلل و تنافق و تقبل الأيدي و الأرجل و ما أن يقع حتى تجدها أول من يسب و يلعن و يستلّ السكاكين لغرسها بجسد من نافقته بالأمس حتى أصابته بالغرور و حجبت عنه الرؤيا.
يقال إنّ قمة الثقافة و الحكمة و الحضارة أن نحسن الإصغاء أكثر مما نجيد الكلام و قمّة الجهل و التخلف أن نستحضر ردودنا في أذهاننا بدلاً من أن نصغي لمحدثنا..
و مشكلتنا الكبرى و للأسف أننا غالباً لا نتعمق و لا نجيد الإصغاء بحيادية، ألسنتنا بسبع "شطلات" كما يقال و أحكامنا دائماً جاهزة و تعصبنا أقوى من فكرنا، نحبّ بتعصب ساذج و نكره بتعصب ساذج أيضاً..
حواراتنا مصارعات زجلية لا مناظرات فكرية، من يوافق كلامه رغباتنا نصغي له و ويلٌ لمن يخالفنا فليس له إلاّ الرجم منّا..
و في هذا السياق هل مشكلتنا الآن و بعد كلّ ما حصل و ما تمرّ به أمتنا إذا كان صدّام حسين بطلا أم لا بعدما وقع الرجل لتنحصر حتى تعليقاتنا عبر الانترنيت و تحت كل خبر عنه بالشتائم و الشتائم المضادّة وتنحصر بتخوين كل فئة للأخرى و رمي الاتهامات و إذكاء نيران الفتنة؟!!
كلٌ يريد أن يفرغ شحنة الغضب لديه ليرتاح مهما أثّر هذا سلباً على محبتنا لبعضنا البعض و تكاتفنا وتفويت فرص الفتنة على الأعداء.
لماذا لا يضع كلٌ نفسه مكان الآخر ويصبر عليه لدرء هذه الفتنة و التشرذم الحاصل؟
من يحب صدام حسين و يدافع عنه على حق و من يكرهه لديه وجهة نظر في كراهيته..
للرجل إيجابيات عظيمة و له سلبيات لأنه ببساطة بشر ..
إنه بطلٌ من أبطال العروبة و مجرم في نظر من يقفون ضد العروبة وقد تأثروا بالفرس والغرب أو قومياتهم التي لا تنتمي للعروبة..
الرجل عربي جداً إلى حد الشراسة و التعصب الشديد للعروبة و القومية العربية وبقدر من الدكتاتورية في بلدٍ يمثل البوابة الشرقية وتصعب قيادته مثل العراق، و رافض لأي فكر مخالف و منه انبثقت إيجابياته و سلبياته، عظمته وبطولاته و كذلك سبب كراهية العالم الغربي له ..
بلا أدنى شك أنه كان مخلصا للعروبة و أنه كان يحلم برفع شأن بلاده وحمايتها من المطامع المحيقة بها واستعادة الأمجاد العربية بما لموقع العراق و مكانته العريقة من أهمية عبر التاريخ كلّه، كان مثابراً أولاً على رفع شأن العلم و العلماء و السهر على التقدم و الاكتفاء الذاتي و إنشاء المصانع و المعامل و إرساء النهضة لصنع غدٍ أفضل للعرب و العروبة و لعلّ كل طالب علم عربي ظروفه المادية كادت توقفه عن التحصيل لولا ذلك البرنامج الذي أرساه صدام حسين للطلبة العرب و الذي ساعده فأكمل تعليمه في العراق و صُرف عليه يحمل الوفاء لهذا المعروف في نفسه و لعل الرجل في هذا الجانب يلتقي مع جمال عبد الناصر مما جعل منهما بطلين قوميين عاداهما الغرب و كرههما كما في عدد من الجوانب الأخرى رغم الاختلاف في طبيعة شخصية كل منهما و الظروف المحيطة إقليمياً و عالمياً و فكرياً كما في اختلاف الشعب المصري الوديع عن الشعب العراقي الجبار بتركيبته.
عروبة صدّام حسين بقدر ما آمن بها و أعطاها و بذل في سبيلها بقدر ما كانت شرسة ليضرب بيد من حديد كلّ من يتهددها أو يعمل على تخريبها أو القضاء عليها و إزاحتها أو تسول له نفسه خيانتها أو عدم الولاء لها و تقويضها..
في كل قوانين العالم الانقلاب على نظام البلاد و العمل على تغيير قوميته و محاولات الانقلاب خيانة عظمى.
كان يريد أن يؤمن الجميع بما يؤمن به و يخلصون لما يخلص له وإن بالقوة والفرض في زمن صعب وبقدر كبير من مصادرة الرفض بشتى الأساليب الجائزة و الجائرة و من يستطيع من الذين يحبونه أن يضع نفسه مكان أمٍ جعلها هذا الجبروت تخسر فلذة كبدها حتى لو كان ابنها عمل لمصلحة خارجية ثمّ لا يعذر من يكرهونه على كراهيتهم له؟!! ...
كان متأثراً بشخصية هارون الرشيد بصلابة ، أراد أن يكون رشيد بغداد عصرنا و لكن ابن العلقمي غلبه في الجولة الأخيرة عائداً إلى بغداد فوق دبابة أميركية...
من أجل هذا فليتفهم كلّ فريق وجهة النظر الأخرى فكلّ من أحبه على حق و من كرهه عنده وجهة نظر يصعب علينا نحن العروبيين فهمها..
لكن في المستقبل حتماً سينصفه المؤرخون أكثر..
و لكن لماذا كرهه الأميركيون خصوصاً و الغرب عموماً و ضحوا في سبيل إزاحته بالمال والرجال و العتاد أحباً بالعراقيين و العرب و إرساء للديمقراطية و حقوق الإنسان؟؟!!!!!!
ما هي الرسالة التي قصدوا توجيهها و من هو الذي حاكموه و حكموا عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت صدّام حسين أو القومية العربية و الفكر العربي على مذبح الشرق الأوسط الجديد بقيادة إسرائيل بمحارقها و مدافعها و ترساناتها النووية ..
هذا فقط ما يجب أن يفهمه ويتفق عليه الجميع
إنهم جاثمون فوق صدر العرب حتى الموت؟؟!!
حتى الموت يا بيت حانون و مخيم جنين.........
حتى الموت يا بغداد و الموساد يسرحون و يمرحون بالزى العربي الصرف في عاصمة الرشيد يشعلون نيران الفتنة و يقتلون من هنا و هناك....
اللهمّ سلّم... اللهم سلّم.. اللّهم سلّم....
نشرت في 2 كانون الأول / ديسمبر 2006
[/align][/cell][/table1][/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|