09 / 12 / 2017, 32 : 03 PM
|
رقم المشاركة : [96]
|
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب
|
رد: همسات دمشقية
الهمسة (29)
[align=justify]على ضفة عصر طحلبي قذر، وبعد يوم إحباط طويل، جلسنا إلى ما بعد منتصف العمر، ندخن نخوتنا وأمجاد أجدادنا، حتى قلبت معدتنا من كثرة التدخين، وتقيَّأنا ما بقي من أعمارنا وآمالنا على قارعة حضارة مزيفة.
ومع أنَّ كرامتنا كانت تنزف بغزارة، لم نهتم، بل بقينا مستمرين بالتدخين ورواية النكات البذيئة والضحك بصوت عالٍ أبله، ونحن نراقب تَدَفُّقَ تلك الكرامة الجريحة إلى بالوعة العالم، لا مُبالِين بغضبها من فِعالنا ومواقفنا..
يا إلهي كم كنا كُثراً في ذلك المشهَد، إلى درجة أنْ ضاق بنا السراب في صحراء الفعل الخالي الممتدة على كامل خطابات الهراء العربي..
وكم كان مُوجِعاً أن نسحب اللقمةَ من أفواه جياعنا والأملَ من مستقبل أطفالنا، كي نجمع الجزية التي دفعناها لراعي البقر الأمريكي عن يدٍ ونحن صاغرون، ثم إذا به لا يكترث لكثرتنا، ولا يأبه لغضبنا، ولا يُقَدِّر سخاء جزيتنا، حين انكبَّ علانية على حذاء سيده الإسرائيلي ليُقَبِّلَه، قبل أن يُقدِّم قُدسَنا عاصمةً له، ثم يلتفتُ إلينا قائلاً، بوقاحة واستخفاف:
لكم البحرَ أيها المقهورون فاشربوه..
لكم الصياح تنديداً أيها المغدورون العاجزون فشُقُّوا حناجركم به قبل أن تموتوا بغيظكم..
أما أنتم أيها الرافضون لقراري، فلكم قانون مكافحة الإرهاب إن فكرتم، مجرد تفكير، بالرفض أو الاحتجاج، فاحذروه!
كَمْ ينطبق على ما آلت إليه حالنا، كلامُ أحد شعراء ما سُمِّيَ (عصر الانحطاط)، حين قال:[/align]
زماننا هذا ...... ــــــــــــــــــــــــ وأهله كما ترى
ومشيهم جميعُهم ــــــــــــــــــــــــ إلى ورا إلى ورا
إلى ورا بحيث لم ــــــــــــــــــــــــ يَعُدْ لخير خبرا
|
|
|
|