[QUOTE=د. رجاء بنحيدا;230044]
الأديبة الرائعة هدى
الأديبة الناقدة صديقتي الغالية دكتورة رجاء.. أنت الراقية ..
يحلو الكلام كثيراً حين يكون معك ولا يملّ ..
صديقتي ..ما علاقتك مع التفاصيل اليومية الحياتية ، هل تأخذك عن الكتابة أم تتغلبين عنها؟!
كما تعرفين يا صديقتي وأنت أديبة وشاعرة.. الفكرة تستدعي الكاتب لا العكس.. صحيح أننا نهمل الفكرة أو الإلهام الأدبي أحياناً حين لا نجد متسعاً لتسجيله ، لكن هذا يعود لمدى إلحاح الفكرة التي لها حين يشتد إلحاحها أن تحملنا فوق جناحيها وتحلق بنا كيف وأينما كنا .. التوتر والكآبة .. انشغال الفكر لا الجسد ، له أثر سيئ أكثر من تفاصيل المشاغل اليومية ، فالكتابة خلق يلزمه الكثير من الاسترخاء وخيال محلق، التوتر يمنع الفكرة أن تستقر لتستفز حواسنا وتخطفنا حيث تشاء..
هل وكم أثرت فيك الغربة .. وخاصة كندا ؟
الغربة قاسية مهما حاولنا تجميلها ، أقسى ما في الغربة أننا نعيش اللامكان واللازمان ولا نعود نشعر بمعنى السكن ، والسكن من السكينة ، وكما تعرفين هو غير الإقامة .. نضيّع مدينتنا الفاضلة ولا نعود نتمكن من إيجادها..!
يظل الحنين يكوينا .. التراب ورائحة الياسمين والزيتون .. الشجر والمطر يخاطرنا .. ينادينا .. عند كل مفترق وفي كل مناسبة نشعر بالغربة .. وحين نسافر إلى حيث ولدنا ونشأنا لا نجد مديتنتنا الفاضلة التي تسكننا .. لأنها ببساطة تغيرت على مر سنوات الغياب ولم تعد تشبه كثيراً ما تركناه خلفنا .. ولأننا أيضاً تعودنا على نمط حياة مختلف .. وهكذا نفقد ما تركناه ونظل نتأرجح بين هنا وهناك ..!
كندا أحبها .. عشت فيها سنوات طويلة ، والوفاء لا يتجزأ .. كتبت مرة حول هذا تحديداً نص بعنوان: " ما بين كندا والانتماء " أرجو الإطلاع عليه على هذا الرابط:
http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=6957
كيف تكتبين القصة ... ومتى وهل تأخذك الكتابة من عالمك !؟
ما تعريفك وبإيجاز ..
نعم يا صديقتي وباختصار .. القصة تبدأ بفكرة تنسج خيوطها .. شيئاً فشيئاً تفصلنا عن عالمنا وتدخلنا عالمها .. نعيشها ونرويها ..
صديقتي سأكتفي بهذا القدر الآن استجابة لصلاة الصبح على أن أعود لاحقاً بعد قسط من النوم للإجابة على أسئلتك المتميزة.
دمت لي صديقتي .. نلتقي لاحقاً بكل المحبة وأعمق آيات التقدير