[جعفر ملا عبد المندلاوي]

تذكرة
========
[align=justify]بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي
الجمعة 17 ربيع الثاني 1439 :: 5 - 1 - 2018
(بحر الكامل)

1 زمرٌ مضت بزمانها ومكانها == =بطرت معيشتها فأين رسومها؟
2 زمرٌ خلت كثمودها وكعادها == =زمرٌ أتت فتنافست كقديمها
3 فكآدمٍ وبني بنيه ونسْلهم = == ملأوا الدنى رحلوا فما لبثوا بها
4 ولطالما زرعوا هنا ومشوا هنا === وبنوا هنا، شهدت بذاك طلولها
5 فكأنّهم مكثوا بها لحظاتها == = فأذاقهم رسل المنون حمامِها
6 زُمَرٌ هنا ولطالما لعب الزمان بأمرها فمضت ونحـــــــــــــــــن بإثرها
7 عمروا منازلهم فتلك طلولها === نكباتها عبثت بها وصروفها
8 ضررُ البِلى وخطوبها وحوادث === لحقت بها فتصرّمت روعاتها
9 مكثت فما برحت أتت نكَبَاتها === فطوى السنين قرونها ومعاشها
10 تَرِفوا دهور حياتهم بجنانها === تركوا لذائذها لها ورغيدها
11 فتكاثروا وتناسلوا وتعايشوا = = = وتزاوروا وتحاببوا بفنائها
12 وتشاغلوا وتعاهدوا وتسابقوا == =وتفاوتوا وتنافسوا برخائها
13 وتقاربوا وتباعدوا وتباغضوا === وتحاربوا وتقاتلوا لخسيسها
14 سكنوا مدائنها ومن رزقٍ بها === مُنحوا منافعها وأجزل يُمْنها
15 وعطائها كرمٌ بها كربيعها ==== وسخائها متزايدٌ كسحابها
16 فعدا بكلكلها واُلحق من بقى === فيبيد آخرها مماثل بدئها
17 درسَتْ رسوم بيوتها ومضت وغاب أُناسها وخبت نظارة ذكرها
18 ووجودها ووجوهها ومعالمٌ === فنيت كما أكل القرون سنينها
19 فعلى تقلّب ظرفها وتضعضع === بقيت تدور بحالهم وبحالها
20 وهناك في فلكٍ تدور نجومها = ==وسعت سماءَ كواكبٍ بفضائها
21 زُحلٌ هنا ومجرّة تتكاثرُ = == وتزيد كثرتها، فجلّ مقيمها
22 فمضت قرون زمانها وتتابعت === بعهودها وتبدلت بوجودها
23 فعسى تغيُّر حالها وفنائها == = عِظـَةٌ لنا، وزوال كلّ حياتها
24 فحوادث الحدثان في أمم خلت === كتجاربٍ وتوعّدٍ لبصيرها
25 يتدبر البَشَريّ ينظر حالها === يتغافل الحَمِقُ الجهول بأمرها
26 فغدى يخوض بلهوها ومزاحها === ونسى عذاب جحيمها وسعيرها
27 سَفِهَ الذّي كَرُمَ الحياة بعينه === ويرى نعيم جنانها ورياضها
28 ستظل علّة خلقنا لعبادةٍ === أمَر الاله بفرضها وأدائها
29 بتتبُّعٍ وتدبُّرٍ لكتابهِ === ختَم الشرائع كلّها بتمامها
30 متنزلٌ متكاملٌ كرسالةٍ === نزل الأمين بحكمها وكمالها
31 وكمال شرعته نبوّة أحمد === وختامها سننٌ أجاد بسنّها
32 متمسكين بسنّةٍ نبويةٍ ==== ومناهجٍ برِق الوجود بنورها
33 وبعترةٍ طَهَرَ الألهُ أصولَهم = ==وفروعَهم فغدوا لنا أمنائها
34 فأطع - بلا صَلَفٍ - أوامر ربنا === لتنال مرتبة تحوز بِحُورها
35 وتولّ مَنْ أمر السلاّم ولايتهْ === وكذا لتبرأ من جحود بغاتها
36 فصلا تنا وسلامنا لنبيَنا === ولروضةٍ متبارَكٍ جنباتها
37 لحبيبنا ورسولنا وشفيعنا === ومكرّم النفحات من رحمانها

[/align]