شكراً لك أيتها الأديبة الفذة , أديبتنا رجاء بنحيد, لقد أبدعت أيما إبداع في هذا التحليل القصصي , فلم تتركي شاردة ولا واردة من معاني الحب والصفاء إلا وكان لها نصيب من الإبداع التحليلي , ولقد تأثرت بهذه القصة تأثراً أوجع فؤادي دون أن أدري لماذا ؟
هل لأن الحب كان مضمونها , حب الزوج لزوجته , على الفطرة التي أوجدها الله للمتزوجين خاصة ( وجعلنا من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها , وجعلنا بينكم مودة ورحمة )
نعم لقد لاحظنا في القصة التي سردتها الأخت القاصة هدى نورالدين الخطيب أنها مزجت المودة بالحب , ومزجت جميع الإحساسات المكتنزة بقلبي الزوجين في جوهرة واحدة وفي بوتقة واحدة لا ينفصمان , فالحب هو جوهر الحياة , ولولاه ما عاش إنسان ولا حيوان على وجه البسيطة , فالمضاد للحب هو الفناء , قتل وتشريد وروائح كريهة تخرج من بنادق كلاب الصيد في أرضنا المحتلة , فما يكاد القارئ يبتسم لحب الزوجين وإخلاصهما ضمن أيقونة الوفاء , وإذ بمأتم آخر ينطلق من العدو الجبان حين أطلق غضبه المميت من فوهة بندقيته لطفل برئ فيرديه قتيلاً . يا لها من فجيعة , وكل هذه المتناقضات , فرح وحزن , ابتسامة ودموع , وورد وزرد , ما هي إلا أدوات الأديبة هدى التي تزخرف القصة على جانبين مضادين لتجعل القارئ في حيرة , وانتهت القصة كما ابتدأت بعبارة ( تعال يا حبيبي وضمني إلى الأبد )
لك الشكر أديبتنا هدى , ولك الشكر أديبتنا رجاء, ووفقكما الله لما يحبه ويرضاه .