كل عيد وأنتم وطن
[align=justify]
[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/10.gif');border:4px ridge green;"][cell="filter:;"][align=right]
[align=justify]
كل عام وأنتم بخير .. كل عام وأنتم وطن وذاكرة وتأكيد على أن الأشجار تبقى وستبقى واقفة .. عيد سعيد مسكون بالفرح رغم كل الجراح التي تمتدّ وتطول يوما بعد يوم..عيد سعيد مليء بالضحكة الجميلة والقلوب النابضة بالشوق والحب والأمل والإصرار .. عيد سعيد تكونون فيه فضاء زمان جميل رغم كل ما في القلب من صور الألم والحزن والأوجاع ..
مشت بنا الدروب على أرصفة السنوات فدخلنا العام الستين مثخنين بالحنين حتى الثمالة ، مسكونين بالاشتياق حتى العمق .. ما نسينا ولا تركنا ولا فرطنا .. كنا وما زلنا هذا الحبّ الفلسطينيّ الذي صار شجرا أورق وأثمر ورفع أغصان الروح حتى الشمس يقينا بأن البلاد التي نحب لا تغيب ، وأنّ الشوارع التي نعشق لا تطوي خطواتها إلا على أرصفة خطواتنا العائدة من مدن الغربة .. إنه العهد الفلسطيني الذي نعرف ونحضن ونحمل ونضم .. وغير هذا لا نعرف ولن نعرف في قادم الأيام ..
كل عام وشجرنا أخضر برغم الحرائق .. كل عام وفرحنا وطن برغم قسوة الأيام .. كل عام والوعد والعهد والقسم والتصميم بخير رغم كل الخطوات التي ترتسم هنا وهناك مقدمة هذا التراجع أو ذاك عن حلم الوطن وحقيقة الوطن وقلب الوطن .. فحق كل إنسان أن يدخل عيد الفطر مسلحا بالفرح والأمل والابتسامة ، فما كنا ولن نكون غير هؤلاء الذين مشوا على الطريق المكحل بدم الشهادة الممهور بالتصميم والإصرار والإرادة المكتوب بحبر الصبر .. كل عام والوطن هو الذي نريد ونعرف ، الوطن الذي صممنا على أن يكون لنا فلسطينيا بكل حبة تراب ودون تفريط بأي حبة منه ..
عيد سعيد وكل عام وأنتم وطن .. عيد سعيد وكل عام وأنتم بلاد الشجر الواقف شوقا وصمودا وانتظارا .. أطلقوا كل الشموع فرحا ولا تغلقوا باب الشمس مهما جرى ، لأننا عشنا ونعيش وسنبقى في دروب الأمل ومن انتزع الأمل من قلبه فهو دون شك ينتزع حب الوطن لأن حب الوطن لا ينفصل عن علاقتنا الحتمية بالأمل الذي لا ينضب .. ومن دخل أو عانق شجر الحناء في خطوات الذاهبين شهادة يعرف أنهم أهل الأمل واخضرار الدروب والإيمان بغد مشرق مهما اشتدت الظلمات .. فدم الشهيد بكل طهارته لا يكون إلا والأمل بوابة الذهاب في فرح الشهادة لأن الشهيد يعرف قبل غيره أنّ الطرق المغلقة لا تؤدي إلى شيء وأن الشوارع المسدودة لا تفضي إلى فضاء نتطلع إليه..لذلك كان الشهيد وما زال أكثر الناس تعلقا بالأمل ولولاه لما كان على استعداد لأن يدفع هذا المهر الغالي،فالشهادة لا تكون إلا من أجل تحقيق غاية سامية عالية ، وليس هناك غاية تماثل هذا الإصرار على تحرير وطن وعودة أرض وحق وبلاد إلى أصحاب الحق..
كل عام وأنتم بخير ..عام سعيد لكل واحد منكم .. نطلق فرحنا وأملنا ونعرف أنّ ما أصبنا به من جراح جدّ موجع ..لكننا نتطلع إلى أن نعيد كل شيء إلى أصله ونمسح هذا الضباب الثقيل عن وجوهنا وجباهنا وأعمارنا .. فالفرقة نار والتشرذم ألم وجراح ، وعلينا أن نصرّ على عودة المياه إلى مجاريها فمن غير المعقول أن نرضى بحرقة القلب التي تكون جراء التباعد بين الأخ وأخيه .. كما علينا أن نجدد العهد مرة إثر مرة على أنّ فلسطين المحررة من جلاديها، لا يكتمل معناها إلا بنا ولا يكتمل معنانا إلا بها.. فكل عام وأنتم بخير .. كل عام وأنتم وطن من شجر نابض لا ينام ..
[/align][/align][/cell][/table1][/align][/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|