[align=justify]
حسن الحاجبي;230294]
سيدة النور : من الصادم جدا أننا حين الحديث عن الفرق بين العرب الإسرائيليين واليهود الفلسطينيين نلاحظ أن المتلقي يكاد لا يفهم شيئا بسبب تقصيرنا الكبير .فكيف نستطيع السير على حد السيف فنميز بين اليهود والصهاينة خصوصا في أرض الغربة مثل كندا ؟ وماهي درجة تقبل الآخرين للحقائق التاريخية لقضيتنا المصيرية؟
لك خالص آيات المودة والتقدير.
أهلاً وسهلاً ومرحباً بالأديب والأخ العزيز أستاذ حسن الحاجبي
هناك ولا شك خلط عند العامّة بين اليهود كأتباع ديانة والصهاينة ، والسبب الرئيس في هذا الأمر أن اغتصاب فلسطين تمّ باسم اليهود كدولة يهودية وبهجرات يهودية، تماماً كالاستعمار الذي سبقه والذي تمّ بمسى المسيحية ، وأعني " الاحتلال الصليبي " وهذا التوظيف والاستغلال بالتأكيد مقصود ، خصوصاً وأن فلسطين مهد الحضارات وبداية تشكل التجمعات السكانية، ولها رمزية عند أصحاب الديانات الثلاث ، والاستعمار الغربي وظّف واستغل العقيدة لعلمهم أن الانتماء للعقيدة أقوى من الانتماء العرقي من جهة وكأداة طيعة للذرائع باحتلال أرض وطرد سكانها المنتمون إلى تربتها واستيراد أغراب تكشف سحناتهم وثقافاتهم أنهم من شعوب شتّى وأنهم لا ينتمون للمنطقة المراد احتلالها واغتصابها..
على سبيل المثال منذ تكريس الكرسي الرسولي وجعل الفاتيكان عاصمة المسيحية كما تعرف وضع الغرب يده على الديانة المسيحية ووظفها كأداة لاستعمار الشعوب، فتجد الحركات التبشرية تقوم بدور دائم لادخال الناس في المسيحية فقط لأجل تطويع الشعوب وتبعيتها لهم مع أنهم في بلادهم لادينيون ونسبة كبيرة منهم لا تؤمن أصلاً.. فالدين أداة ووسيلة للسيطرة والسيطرة والتحكم وتبرير ما لا يبرر منطقياً.
قصدت هنا ذكر المسيحية الغربية الاستعمارية لأكثر من سبب ، فالصهيونية بجناحين: " المسيحية الصهيونية " و " اليهودية الصهيونية " التي تركز عند أتباعها على أهمية قيام " دولة إسرائيل " ومعركة " هرمجدون " ونهاية العالم التي سيتم فيها القضاء على المسلمين الأشرار وطرح الشيطان في الهاوية ، وأحد أسباب تبنيهم وتغذيتهم لداعش هو تثبيت فكرة " المسلمون الأشرار " في فصول المخطط الذي يجري العمل عليه..
بالعودة إلى بقية أسباب الخلط بين اليهود والصهاينة والاحتلال الإسرائيلي في المفهوم الشعبي ، هو السمعة السيئة التي اكتسبها اليهود وغذاها وضخمها الغرب الأوروبي في عداوتهم لليهود في حينه ( شيطنة العدو) ساهم فيه ما حفظه تاريخنا من غدر يهود المدينة المنورة، بالإضافة للفكر العنصري اليهودي تجاه غير اليهود وبعض الأعمال والجرائم الفردية التي تحدثت عن غدر اليهود وخطفهم من يصلون إليه خصوصاً أثناء عيد الفطر اليهودي وسحب دماءه وإضافتها لعجين خبز الفصح استناداً إلى حوادث متفرقة إحداها كانت في دمشق لأحد الرهبان.
طبعاً يوجد يهود وفرق يهودية غير صهاينة ( لكنهم أقليات اليوم) يعتبرون الصهيونية وقيام " إسرائيل " وبال على اليهود واليهودية، ويعترفون بأن فلسطين من حق الفلسطينيين فقط وأن " إسرائيل " دولة محتلة ، ويوجد جمهورية يهودية يدشية تحظى بحكم ذاتي في روسيا الاتحادية اسمها: " الأوبلاست " عاصمتها : " بيروبيجان " ومساحتها أكبر من مساحة فلسطين، ولا يهم أهلها إسرائيل ولا اغتصاب أرضها..
بالإضافة للسامريين الفلسطينيون في نابلس المعادون لدولة إسرائيل ، يوجد فرق يهودية من المتدينين والأصوليين ضد إسرائيل ، لعل أهمها وأشدها عداوة لاحتلال فلسطين وللصهيونية طائفة : " ناطوري كارتا " وطائفة: " الحريديم " وفيها عدة جماعات أصولية يعتبرون إسرائيل دولة كافرة وهؤلاء رغم وجودهم في فلسطين لا يخدمون في الجيش الإسرائيلي، ومن يفعل منهم ينبذه المجتمع الحردي ، وترتدي أكثر نسائهم النقاب بعضهن الحجاب فقط ( ويقال أن النقاب في الأصل عادة يهودية لا إسلامية ) وإليك هذه الصور :

هنا في مونتريال لدينا منهن من استبدلن الحجاب والنقاب بباروكة شعر نايلون مستعار ( يجب أن يغطي كل الرأس ولا يكون شعر بشري حقيقي بشري ولا مثير للفتنة)
لدينا هنا عدد غير قليل من اليهود من مختلف الطوائف والأعراق بسبب الامتيازات والمزايا والمساعدات التي يحصلون عليها والمخصصة فقط لليهود ، تشتهر بعض الأحياء مثلاً بأنها لليهود المغاربة وأخرى المتدينين الأرثوذوكس إلخ.. وبشكل عام أغنياء اليهود صهاينة عنصريون ويتبرعون للعدو الصهيوني وإجمالاً أغلب اليهود مع دولة الاحتلال.. بالنسبة لغيرهم من الكنديين والأميركيين تجد من يتبنى قضايانا ومن ينصفنا ومن غسل الاعلام أو الاسلاموفوبيا أدمغتهم ومن متورم عنصرياً ومن لا يعرف ومن لا يهتم، وهذا أيضاً حسب توجهاتهم العقائدية أو الكنيسة التي يتبعها بعضهم ودرجة إنسانيتهم واهتمامهم بحقوق الإنسان كإنسان.. الكنديون بشكل عام طيبون وإنسانيون والقانون يتصدى للعنصرية بكل أشكالها..
من جهتنا نحن من نعمل في الشأن العام خصوصاً مجاليّ حقوق الإنسان والصحافة نحاول جهدنا توضيح الحقائق وتنظيم ندوات ومحاضرات لإطلاع الناس على قضيتنا وثقاقتنا وتاريحنا وديننا إلخ..
تحضرني هنا قصة .. زميلة عاشرتها لفترة غير قليلة وفي يوم زارتني خصيصاً لتخبرني أنها كذبت عليّ وبأنها يهودية لكنها خافت أن تخسرني لو عرفت دينها فسألتها إن كانت صهيونية ومع الاحتلال ودولته اللقيطة؟؟! وأكدت أنها ليست كذلك؛ فأكدت بدوري أن لا سبب إذا يعيق صداقتنا.. وأظن هذا مهم جداً لصالح قضيتنا ألا نعادي ونخاصم من لا يقف ضد حقوقنا ولا يتضامن مع العدو الصهيوني، وعلى العكس نحاول اكتسابه إلى صفنا.
أرجو أن أكون أجبت على أسئلتك القيّمة أخي أستاذ حسن
تفضل بقبول فائق آيات تقديري واحترامي
[/align]