قراءة في قصيدة'حب مكابر' بقلم الناقد عبد الحافظ بخيت متولي
قراءة قصيدة " حب مكابر" بقلم الناقد عبد الحافظ بخيت متولي
أخاف عليك مني
ومن حبي المكابر
أخاف عليك مني
ومن قلبي إذا صرّ المشاعر !!
أتعلم .. أنك الخاسر
إليك .. إليك عني
كلانا للهوى .. جائر !!
كفاني عزتي .. وكفاك شعرا
أسجل فيه خوفي المبهم العابر
ألم تدر... !؟
فقلبي بين كفي صخرة وحجرْ
يواري قسوة بين الضلوع
يجافي ..
يصادر زيف حبك أيها الناكر!!
- رجاء بنحيدا -
هذا العنوان الذي جاء بالحب نكرة عمدا ليجعله في موضع معين مختلف عن كل حب لأنه مخصص بالصفة "مكابر" , لذلك لعب التجاور اللفظي هنا دورا مهما في إنتاج الدلالة، جعلني أتساءل :هل حلم اليقظة الشعري قادر علي أن يمدنا بماهية الأشياء في عمقها الأصيل ؟ والإجابة " نعم" ذلك حين يتحول الأثر الشعري إلي علامة لا علي المعني السطحي للنص وإنما علي انتماء الذات إلي عوالم كامنة في البعد النفسي ، وهذا النص الذي بدأ فاتحة نصية مدهشة قلما توجد عند الأنثي " أخاف عليك مني" فالخوف هنا أحد عناصر عالم النص السيميائي ومرتكزات جماله ، ليس فقط لأنه يتخذ في حياتنا معني معين ، وفي فضائنا قيمة محددة ،وإنما يمثل هنا ذكرة فياضة تسكبها الشاعر علي إطار العلاقة التي تتراوح بين " الأنا " وال " هو" وحضور الأنا كان حاسما وصريحا وواضحا مدفوعا بخوف القوة وليس خوف الضعف ، لذلك جاء النص متأهبا منذ البداية للكشف عن الحقيقة الكونية وهي كبرياء الحب المتوازي مع كبرياء الذات ، لكنه ليس كبرياء المتعالي وإنما كبرياء الحقيقة - إذا جاز التعبير _ الذي يدعو إلي استبصار الوعي
إليك .. إليك عني
كلانا للهوى .. جائر !!
كفاني عزتي .. وكفاك شعرا
أسجل فيه خوفي المبهم العابر
ومن اللافت أن القصيدة تبدو موشاة ببنية رؤيوية جميلة في كشفها للآخر وقدرتها علي إخفاء الكشف بين سطورها وتحت رموزها وفي لُبِّ لوحاتها عندا يكون للقلب مبررا لأن يقع بين صخر وحجر لأنه اكتشف الزيف في المشاعر النقية ، وهذا الكشف لا يعبر عن ذاكرة ذاتية يقظة بقدر ما يمثل صورة مشعة للمجتمع الإنساني
نص مدهش بقيمة ما فيه من دلالة واعية وجمال خصب...
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|