[align=justify]ما زلت أذكر يا طلعت الرسالة أعلاه وكيف شعرتَ بالإحراج فلم تجبني عليها.. وبقيت حتى اليوم " الرسالة اليتيمة " .. وأنت تصر أنك بألف خير..!
كم كنت تكره أن تظهر ضعفك.. والأزمات الصحية ضعف.. ضعف كن تترفع عنه وتنكره ..!
شموخك كان أكبر من أي ضعف.. لهذا ولكل هذا كنت ككل أشجار فلسطين التي تموت واقفة ولا تنحن أمام المرض والإحساس بالضعف..
لكني في ذلك اليوم ومع ذلك الفيديو لأمسيتك الشعرية في تل كلخ مع الأخ الشاعر حسن سمعون ولفيف من الشعراء .. وأنت تنشد قصيدتك: " غداً تعرفين "
وأنت ترتل: غريبٌ هدى!!.
رأيتُ يا طلعت ما أفزعني حد الهلع .. وجهاً لا يشبه وجهك.. فكتبت رسالتي على عجل.. رأيت غبار الموت على وجهك وتذكرت ذلك المنام المفزع الذي ذهبنا فيه معاً لزيارة الأهل حيث اجتمعوا في بيت جدتنا " أم نور " بالزاهرية في طرابلس .. ثم رأيتك تغادر مع الأهل في عربة وتتركني وحيدة على قارعة الطريق أركض خلف السيارة مجتازة الشوارع من الزاهرية وصولاً حتى ساحة التل ، دون طائل .. حتى غابت السيارة التي تقلكم عن ناظري دون أن أتمكن من اللحاق بها..!
ما زلت حتى اليوم يا طلعت أرتعش كلما تذكرت ذلك المنام الذي كان يتنبأ بما سيحدث ..!
غريبٌ طلعت!!
غريب حتى اليوم أن أصدق فصل رحيلك .. غريب غريب فماذا عساني أفعل؟!..
تعال أعيرك أصابعي حتى تجيبني على الرسالة أعلاه .. لعله آن الأوان أن تجيب عليها وتشرح كيف أخذك فصل الموت بعيداً.. بعيداً..![/align]