أفاق من غفوته .. وأدار وجهه في أبعاد المكان .. في كلّ الزوايا .. لا شيء سوى ذهول الصدمة .. ورائحة المكان ما كان يطيقها يوما .. وردة بنفسجية معلقةً تلقاء وجهه بتناسق رشيق .. وثمة كتيبات على الطاولة المجاورة .. وحزمة أوراق ملقىً عليها قلمٌ فضيّ مُتخمٌ .. يتوق لنزفٍ مرهق .. واضواء خافتة تُشبه لون السماء .. وسرير أبيض .. وقنينة أوكسجين .. وعلبة حُقنات وأمصال .. يتمدد هدوء خانق .. وصمت موحش .. وصوتٌ منهَك .. يشتت اللحظة .. يلوذ بفضاء العمق .. ليغرق في حزمة ذكريات .. يرتمي بين طياتها .. فيلتهمه كابوس الأوجاع .. ويسير في دروبها .. وكأنه مزحة استهوته !! .. فيعود ليطبق جفنيّه .. ويتدَثر بحنين يفيض في الحنايا ..