[بغداد سايح]

أنــــا الـجُـنـديُّ تـعْـرِفُـني الـجِـبـالُ
فــلــمْ يــهـنـأْ أمــــامَ مـــدايَ بـــالُ

يــرى قـلـبي عـلى سُـحُبٍ هـواهُ
كــــأنَّ الــشــوقَ داخــلَــهُ خَــبــالُ

إلــى الـمـعْنى بـطـائرةٍ سـأمضي
كـمـا تـمـضي إلـى الـهدَفِ الـنّبالُ

يـطـولُ الـعِـشقُ يــا وطـني كـثيرًا
وبـــي يـلـتـفُّ فــهْـوَ مـعـي حِـبـالُ

وغــــالٍ حُــبُّــكَ الأبــــديُّ عــنــدي
فــــلا الـــدولارُ يــعـدِلُ.. لا الــريـالُ

لـــكَ الـــودُّ الـنـقيُّ يـسـيلُ ضــوْءًا
ومــــنْ خــانــوكَ ودُّهُــــمُ احْـتـيـالُ

فِـــداكَ الــروحُ تـنـسكِبُ اشـتـياقًا
عـــلــى أرضٍ يُـعـانِـقُـهـا الــخَــيـالُ

بـــهـــا أمٌّ تُـــبـــاركُ كــــــلَّ حـــلْــمٍ
فـلـلأحـلامِ فـــي بــلـدي اغـتـيـالُ

ســأُصـغـي لــلـريـاحِ تــقـولُ حُــبًّـا
وعـــنْــكَ الــحُــبُّ أجــمـلُـهُ يُــقــالُ

وكمْ.. كمْ حولَكَ انطفأتْ شموسٌ
وأهــلُ الـليلِ حـولكَ مـا اسـتقالوا

ظـــلامُ الــحُـزْنِ يـسـكُـنُكَ اغـتِـرابًا
ألـــمْ تـسْـكُنْكَ أدعِـيَـتي الـثِّـقالُ؟

ومـنْـكَ الـمـوْتُ يـقـطِفُني شـهيدًا
لأنّــــي فــــي غُــصـونـكَ بُــرْتُـقـالُ

عـصـيـرًا ســـوْفَ تـشـرَبُـني بــلادٌ
دمـــي فـــي جـوْفِـها أبــدًا حَــلالُ

سـتبكيني القُرى المُدُنُ التي لمْ
تــنَــمْ فـيـهـا الـنـجـومُ ولا الــهِـلالُ

سـتـتْـلـونـي الأمـــاكــنُ ذكــريــاتٍ
فــلـمْ تــنْـسَ الـهـضابُ ولا الـتّـلالُ

دمــائــي الـزاكـيـاتُ تـسـيـرُ نــهْـرًا
بـــجـــنّــاتٍ يُــحــدّثُــهـا الــــجَـــلالُ

هُــنــا بــالـدمْـعِ يُـبـصِـرُنـي مــطـارٌ
وفــي عـيْـنٍ يـضـيقُ بـيَ الـمَجالُ

فـأحـيـانًـا نــــذوقُ لــذيــذَ عــيْــشٍ
وأحْــيـانًـا نُــــذاقُ.. فــــذا سِــجـالُ

رمـــاديًّـــا سـتـحـمـلُـني ســـمــاءٌ
فــفـي آفـاقِـهـا الـشـهـداءُ جــالـوا

ولــــمْ تـحـمـلْكِ يـــا قــدَمَـيَّ أرْضٌ
لأنَّ الأرْضَ يــحــمـلُـهـا الــــرِّجـــالُ

لأشـــلائــي الـمُـبـعـثرةِ اجــتـمـاعٌ
بــصــنــدوقٍ تُــشـيّـعُـهُ الــخِــصـالُ

فــتـمـتـدُّ الــقُــبـورُ جِـــنــانَ خُــلْــدٍ
ويــحــلـو بــالأحـبّـةِ لــــي وصــــالُ

أمــــامَ الــمـجْـدِ تــنـهـزمُ الـمـنـايـا
عــلـى نــصْـلٍ تـكـسّـرتِ الـنّـصـالُ

ولـــو فــارقْـتُ أسـلـحتي وأهـلـي
فــمـا عــنْ تُـربـةِ الـوطـنِ انـفِـصالُ

سـنـيـنـي الآنَ تـكـتـمِـلُ اكـتـمـالًا
فــهـلْ لـلْـعُـمْرِ بـالـفـرَحِ اكْـتِـمـالُ؟

أنــــا مــثــل الــجـزائـرِ أشـتـهـيني
جــنـوبٌ فـــيَّ يـعـشـقُهُ الـشَّـمالُ

أنـــــا الــصــحـراءُ زوبـــعــةٌ تُــغـنّـي
ونــــخْـــلاتٌ تُــراقِــصُـهـا الـــرّمـــالُ

أنــــا نـومـيـديـا الــثــرواتِ أســخــو
ويــشـدو داخــلـي ذهَـــبٌ ومـــالُ

أنـــــا الأيّــــامُ تــنـفَـدُ نُــــورَ وجْــــهٍ
لـتـبـقى مـــنْ مـلامـحـهِ الــظِّـلالُ

أبــي.. أمّــي.. حـمـلتُهما بـقلبي
ثــمـارًا فـالـقـلوبُ هـــيَ الــسِّـلالُ

هُــمـا كــانـا انْـصـبـابَ غـزيـر خـيْـرٍ
وكــــــانَ اللهْوُ مـــنّـــيَ والـــــدّلالُ

ويــغـزو الـحُـبُّ –حُـبُّـهما- فــؤادي
ويـحـتـلُّ الـحـشا.. أَهُــوَ احْـتِـلالُ؟

أخــي.. أخـتـي.. كـتـبتُهُما بـعـينٍ
وبـــالأخـــرى أضــاءهُــمـا الـــمــآلُ

أضــاءتــنـي دمُـوعُـهـمـا فــبـعـدي
بـــجـــوْفِ الــنـائـبـاتِ يُـــضــيءُ آلُ

بــأحـضـانِ الــتّـرابِ أدُسُّ رأســـي
ومــــا مـثْـلـي الـنَّـعـامُ ولا الــرِّئـالُ

لـــمَ الأوطـــانُ تـقـتلُ عـاشـقيها؟
سـيـمـحـو كُــــلَّ أجــوبــةٍ سُـــؤالُ

أنــا ابْــنُ الـعِـزِّ مِــنْ شُـرفـاتِ عــزٍّ
إلــــى عِـــزٍّ تُــشـدُّ بـــيَ الــرِّحـالُ

أنـــا يـــا مـــوْتُ رغْـمَـكَ ذو حُـضـورٍ
مُــــحـــالٌ أنْ تُــغـيّـبـنـي مُـــحـــالُ

أنــا شِـعْـرٌ عـلـى شـفـتيْ أديــبٍ
أنـــــا طـــفــلٌ وظــائــفُـهُ انــتِـحـالُ

أكـــونُ الــيـومَ يـــا لُـعـبـي طـبـيـبًا
فـفـي دُنـيـا الـصِّـغارِ يـطـيبُ حـالُ

سـتبكي الـيومَ فـقْدَ خُطايَ أرضٌ
وتــنـعـانـي الــطـفـولـةُ والــجَـمـالُ