رد: فطيرة الدم -ق.ق.ج. للأديبة عزة عامر - في ميزان النقد
تتنامى اللغة السردية بتنامي الحدث المأساوي الأساس في هذه القصة القصيرة جدا ، حدث يمثل بؤرة الأحداث المتناسلة ، تتلخص دلالته في الجوع والذل والحرمان ،، هو حدث محدود في مساحة النص ، متشعب في طبيعته الوقائعية.. الإنسانية
حدث يمثل بؤرة الارتكاز القصصي السردي .. بشخصيتين محوريتين ، شخصية حاضرة كليا بفعلها القوي وشخصية أخرى غائبة حاضرة بأفعالها السلبية الموجعة ..
حدث في حركة سردية خاطفة وبرؤية تحيل على شبكة علاقات دالة .. بين الظلم والكرامة بين الفعلية الفاعلة الإيجابية والفعلية الفاعلة الطاغية ،بين الواقع والرمزية .
علاقة تكشف مدى تمكن القاصة من تفاصيل الوجع ، وهي المطلعة على الأفعال والأقوال والدلالات كلها ، فيظهر انفعالها جليا في باطن النص في وفي ظاهره ، وفي ذاك الإرسال الدلالي القوي الذي ترك انطباعا قويا لدى القارئ بانتصار الكرامة في الأخير على الهوان والذل
هو انتصار تتكشف ملامحه منذ بداية الق . الق. جدا ، بذاك العنوان الذي يمزج بين مكونين حسيين (،فطيرة )وما تشير إليه من دلالات الغضب والاحتجاج والثورة ويمكننا استذكار الجملة الشهيرة لملكة فرنسا ماري أنطوانيت حين قالت لمستشاريها: «ما سبب غضب الشعب؟»، فكان الرد واضحاً: «إنهم لا يجدون الخبز...»
" الدم " هو نتيجة مرتبطة بمعادلة القهر والحرمان .. والغضب والثورة والاحتجاج ،
في العنوان تآلف بين مصطلحين في دلالتهما الرمزية والواقعية..
وقد تمكنت القاصة بهذه الومضة المكثفة -والتي تميل إلى التركيز في رسم حدود اللمحة السردية- من إشراك القارئ الفطن في تفاصيل الأحداث وفي الإيحاء الدال الذي لاين فصل عن المغزى المقصود .
سيميائية في الكلمات والعبارات ( القطران - صك الحرمان- شحات الهفتان ملك بلاد الجوعى-صعاليك البلاط) وتعبيرية في الوصف مع رمزية البناء في ق ق ج كل هذا هذا أضفى صدقا فنيا وهذا هو الشرط الجوهري لأي عمل إبداعي ..
|