رد: ومااريد ان يطعمون
جزاكم الله خيرا / أخي على الكلام الطيب ، ولي في ذلك تعليق متواضع ، وأرجو التوفيق من الله تعالى ، على تفسير الآية التي أشرت إليها ، وهي { مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }
لقد ذكرت آنفا ، أنها تعني لكي لا يهتم المسلم برزقه اهتمامه بعبادة ربه، أي: يجب عليه أن يهتم بما من أجله خلق، وليس أن يهتم بالرزق؛ لأن الرزق قد تكفله الله عز وجل لعباده وقدره منذ أن كان جنيناً في بطن أمه ، ولي في فهمها وجهة أخرى ، أستميحك أن أقوم بإدراجه بين تلك السطور ، فإن كان صواب فمن الله ، وإن كان خطأ فمن الشيطان ، فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، اللهم فهمنيها كما فهمتها لسليمان عليه السلام ، فبسم الله الرحمن الرحيم ، هنا يقول الله تبارك وتعالى (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ) وقد فهمتها على النحو التالي ، أن الله سبحانه لا يريد منهم بل يريد لهم ، فلا يطلب منهم سوى كلفة العبادة ، وبالمقابل هو لن يكلفهم ولن يطلب منهم من رزق أو أنهم يقومون على إطعامه ، فلذلك قال ولا أريد أن يطعمون ، حيث قال سبحانه في موضع أخر من القرآن ( وهو يطعم ولا يطعم ) وفي موضع أخر يقول على لسان الأنبياء ( وما سألتكم عليه من أجر ) ، أي لن نكلفكم الإنفاق ، والإطعام والسعي علينا ، كما قال أيضا ( نحن نرزقكم ) أي أن الله هو الذي يرزق ويطعم ويعطي ويهب ويزيد ويضاعف لمن يشاء ، وكما قال في الحديث القدسي ( يا ابن آدم خلقتك لعبادتي فلا تلعب ، وقسمت إليك رزقك فلا تتعب ) ، وما عليك سوى الإلتفات فقط إلى العبادة التي لها ، ومن أجلها خلقت ، وإن لزمت الحياة المزيد من سعيك ، وعملك ، وكدك ، وإجتهادك ، فكل ذلك يعد عبادة ، شريطة أن يوجه لوجه الله ، فالعمل لا يمنع العبادة ، واستحضار النية في كل أمر ، وفي كل موقف ، يجعل الحياة كلها لله ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، وبذلك أمرت ) وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها ) وذلك تأكيدا أيضا بأن العمل والعطاء من لب العبادة ، مادام لوجه الله تعالى ، فأرجو من الله أن أكون قد وفقت من قبل الله ربي ، لله ربي ، والله أعلى وأعلم .
وجزاكم الله خيرا لسعة صدركم .
تحياتي
|