عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 05 / 2018, 46 : 11 PM   رقم المشاركة : [2]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: استطلاع جماهيري - الرواية - المشاركة في مسابقة نور الأدب الكبرى 2018

((مـراكـبي

المجتمعات المهزومة))
-1-

ذات صباح،
فتحت عينيّ وكان القذى قد ملأ أطراف الحدقتين.
شعرت برغبة بالبكاء، أردت ان أتطهّر من آثار الخنوع الذي طال في مقامي.
لم يقدر الدمع القليل الذي انحدر على وجنتيّ من إعادتي إلى عوالمي التي كنت أتوق إليها.
وبعد ساعات، كنت في طريقي إلى المرفأ، وكان الصباح يحدّثني، يهمس في أذني.
كانت الطيور تغرّد وهي تحلّق فوق رأسي، وفي الأفق لاحت بضع غيوم تلبّدت على استحياء.
ذات صباح،
فتحت عينيّ وكان القذى قد ملأ أطراف الحدقتين.
نظرت إلى المياه الهادرة في قلب البحر المائج.
كانت هناك دعوة ملقاة عند أطراف قدميّ الحافيتين.
لم تقدر الأمواج المندفعة على مسحها.
وكانت الدلافين تتراقص مندفعة نحوي بلهفة.
ناجيتها، لثمتها، عطّرتها بحبر الماء المالح.
كنت قد قضيت بضعة أشهر في تلك البلاد، عبثاً حاولت البقاء حيًّا في مجتمع غلبه النعاس.
بقيتُ ساعات طويلة أحدّق بالمراكب الصغيرة المترنّحة
لوّح لي البحّارة بسواعدهم القويّة التي لوّنتها أشعة الشمس الحارقة.
كانت بعض النساء تنتظر على أحرّ من الجمر عودة الأحبّة.
كان البحر كريماً ذلك الصباح
لم يقضم من رجالات البحر أحدًا.
كان البحر كريماً ذلك الصباح.
-2-
بدأت مسح آثار الزمن عن مركبي، كان الصدأ قد هاجم سطحه الخارجي وبدا قديمًا، متعبًا ومهجورًا - مركبي بدأت بغسله بالماء وما تيسّر من المساحيق والصابون.
تجمّع من حولي بعض المعارف
ولم تمضِ سوى لحظات حتّى غاصت أيديهم في العمل المضني.
أخذ الجميع يعملون على إستعادة النظارة التي كان يتمتّع بها مركبي يومًا ما.
أشاروا إلى عمق البحر فهززت رأسي موافقًا.
شعرت برغبتهم الشديدة بمرافقتي ولكن، أنا ابن الضياع والتيه، لا أدري وجهة أشرعتي ولا أدري إذا كنت أنوي مخالفة الرياح.
أثق بالرياح والعواصف التي تهبّ دون إنذار أترك لها القيادة وتحديد المصير.
من يقدر على احتمال المجهول فليصعد إلى مركبي؟
صعد النجّار وكان يعلم مسبقًا بأنّي لا أملك ما أقدّمه له.
صعدت راقصة كانت تعمل في الحانة الوحيدة الموجودة في الحيّ.
صَعِدَ الأعمى دون تردّد، وكان وَقْعُ عصاه يضرب سطح المركب باحثًا عن الطريق.
صَعِدَ قاتلٌ فرّ من السجن قبل يومين.
أخذ المركب يمتلئ بما هبّ ودبّ من البشر.
ولم أكن وقتها قادرًا على منعهم من مرافقتي.
ولو كانوا يعرفون حجم المغامرة لما بقي فوق مركبي سوى القليل.
في صباح اليوم التالي كانت عيناي مليئة بالقذى.
كانت هذه إشارة لمغادرة المرفأ على عجل.
كانت عيناي مليئة بالقذى
شعرت بالغصّة تملأ جوانحي.
عدت إلى مركبي لتحضيره للسفر.
وكان ضيوفي قد قضوا ليلتهم فوق سطحه الخشن حين رأوني بدأت العمل مجدّدًا.
هرعوا لمساعدتي، بدأ النجّار برتق حفر ظهرت في جوانب المركب.
أخذت الراقصة تنظّف سطح المركب بماء البحر.
لم يمضِ وقتُ طويل حتّى أخذ أصدقائي الجدد بالغناء
كانوا يتحرّقون شوقًا للمضي في أعماق البحر المجهولة
وكنت أخشى عليهم ظلمة الليالي الباردة، ومجون الأمواج التي لا ترحم مسافر.
كنت أخشى عليهم رغبة البحر بالحصول على ضرائبه الباهظة.
ما بال الأعمى لا يهدأ؟
إنّه يحسن تحضير الطعام
إنّه طبّاخ ماهر.
لم تمضِ سوى ساعات حتى كان الطعام جاهزًا
رائحة الخبز الساخن تدغدغ المعدة، وانقضّ الجميع على القدور الشهيّة.
الأعمى كان صاحب بصيرة نافذة
لقد أنقذنا الساعة من جحيم الجوع
أصابنا النعاس بعد أن تناولنا كلّ ما جادت به يد الأعمى
غبنا في سبات طويل وعندما استيقظنا من النوم ثانية كان القذى يملأ عينيّ
لقد كان هذا نذير شؤم يا قوم
لقد كان هذا نذير شؤم.
-3-
حضرت نورا إليّ باكية، ركعت أمامي وقبّلت يدي، ثمّ قالت:
- تريد الهرب من عالمي؟ أجبتها:
- نعم، أريد الهرب من عالمك، ليس منك يا نورا أهرب، ليس منك.
- ألم يكن عالمي عالمك ويومي غدك!

ذاكرة الزمن قصيرة
أخشى أن أصاب بالعمى
أخشى تداخل اللحظات الميّتة وانحسار الموج عند أطراف أصابعي
أخشى أن ينسى المولى طيفي في لجّة الترف
سال الدمع على وجنتيها، وأضافت:
- أتعود إليّ قريبًا؟
- اصعدي إلى مركبي يا نورا!
- زرقة الموج في انتظارنا. قالت غاضبة:
- إنّها غانية، ساقطة، راقصة

أشارت إلى ليلى فوق سطح المركب.
- لكنّ روحها حرّة كالموج المنكسر عند أصل قدميك
- لا تصعدي المركب يا نورا، قلبك اليوم أسود
مراكبي تلفظ القيود
مراكبي أغنية
مراكبي تشتهي الورود
مراكبي أحجية.

أدارت نورا ظهرها لمركبي ومضت غاضبة
في تلك اللحظة، سقط حجابٌ فوق وجهها
في تلك اللحظة، بَدَتْ نورا وكأنّها أصيبت بالعمى
هزّ الأعمى برأسه متحسّرًا.
كان قد أبصر مشاعرها الشبقة ولهفتها، نورا كانت تسعى لامتلاك روحي المتمرّدة،
نورا تناست أجنحتها المجّنحة.
كانت قادرة على السير فوق الماء، كانت قادرة على السباحة مع الدلافين لكن الليل حلّ على حين غفلة.

-4-

بدأ الفضوليون يتجّمعون عند مركبي، وأخذ الباعة المتوجوّلون يقضون ساعاتٍ طويلة هناك
حتّى العشّاق أخذوا يحدّدون المواعيد عند أطراف مركبي.
وما زالت الراقصة تهزّ جسدها من شدّة الفرح
كانت روحها تتوق للمضيّ في أعماق البحار
وسرعان ما انضمّت إلى مركبي غجريّة سمراء تغري وجه القمر
قالت: سأقرأ كفّك طِوال حياتي يا ربّان، دَعني أستدعي ملائكة الرحمن يحرسون مركبك
يَحْمون روحك من عبث الزمان.

كنت حزينًا
توارت عن عينيّ نورا
وكان لها في قلبي مودّة
كان لها في قلبي مكان

جلست قِبالة الشاطئ على صخرة
وأخذت أضرب بالحصى عيون البحر المندلقة
عند أطراف الرمل الدافئ
كانت الطيور في الأعلى تحدّق، تنتظر فريسة
كان النهار يمضي والحياة تصيح عند مركبي
اثنان جلسا ليس بعيدًا عن صومعتي
كانت عيونهم تتحدّث
قالت الفتاة: بارك حبّنا
خذنا بعيدًا عن هذا الزمان
خذنا بعيدًا عن هذا الزمان!

صعد العاشقان إلى مركبي
ومن بعيد لاح لي وجه صاحبي سليمان
- لقد حسمت أمري، أنا صاعد إلى المركب، أحضرت ما يكفي من الطعام والشراب، للسفر حول الدنيا
غدًا سأفرغ حمولتي إلى المركب.

- لا مكان للتجارة على مركبي يا سليمان،
- أنا الآن لست تاجرًا، أنا الآن مجرّد إنسان.
ازداد الحزن في قلبي
كنت أرغب بالإبحار وحيدًا
أطوف عالمًا محته ذاكرة الزمان
أمواج البحر تطول حتى الغربة
والوحدة تحدّق بأعينها الواعدة
من يقدر على احتمال كلّ هذه الحرقة؟
كلّ هذه الحرقة.

-5-

حيّرني أمر الجنرال الذي حضر دونما مواربة
خلع الرُتَب عن بدلته العسكرية ورماها عند قدميّ وصاح:
- لقد سئمت القتال من أجل حصد الأرواح،
سئمت القتال من أجل القتال.
إليك رتبي وسلاحي، سأغادر على مركبك هذي البلاد،
أفضّل مواجهة المجهول والعبث مع الجداول وشياطين البحر،
دعني أحرق السأم وأقلب القيم المستحدثة،
دعني أصبّ لعنتي ولعنة سلاحي على من يستحق ذلك.

لم ينتظر جوابي ومضى إلى المركب محيّيًا، مزمجرًا،
وسرعان ما أخذت روح المقاتل تتكلم في ذاته،
كان يرغب في ترتيب مركبي وفرض حالة من النظام،
ولم يمضِ وقتٌ طويل حتّى تلقّى صفعة من الأعمى،
وبعد ذلك حلّ صمت قاتل وتعانق الإثنان على عجل.
وما زلت أتساءل:
- لماذا لا يتركوني وشأني؟
أنا أبحث عن ذاتي بعد أن همس المولى في أذني.

نظرت إلى الملأ وكانت عيونهم تهمس قائلة:
- ونحن نبحث عن ذاتنا! دَعنا نسير معك إلى المجهول
ربّما تطهّرت أرواحنا بعد أن طال بنا السبات والقهر.

كانت تضع على رأسها منديلا شفّافًا أسود،
وكان الحزن ظاهرًا في عينيها، إنّها الأرملة الشابّة جيهان،
تنظر إلى المركب وكلّها رجاء.
كانت قد نذرت جسدها للصلاة وفاءً لعهد حبيبها المغدور.
رفضت كافّة الرجال الذين تقدّموا للزواج منها
رفضت الموت في سرير رجلٍ آخر، وبقيت شفتاها شقّي حبّة تين سال الشهد من بين أطرافها، دعوة لمهادنة الدنيا والموت عند حدود اللذّة
صعدت جيهان إلى المركب.
تحفّز الرجال، شهقت الحناجر، لكنّ سهام عينيها أصابت منهم مقتلا.
جيهان تركت قلبها عند مثوى درويش وأحاطت جسدها بدرعٍ من نار وبقيت ثمرة تكاد تسقط ناضجة عن الأغصان، ثمرة شهية وعبقة، وأنا لا أدري كيف أبحر بكلّ هذه الأحمال يا ربّي؟
كيف سأبحر بكلّ هذه الأشعار يا ربّي!

-6-

أخذ الدرك يكثرون من تجوالهم ومراقبتهم لمركبي
كانوا يسألون ويستفسرون عن سرّ هذا المركب!
وكان الحاكم قد أخذ يشعر بالقلق.
وكان الحاكم على حقّ، لقد أضحت رحلتي قيد أيّام، ولن أترك خلفي سوى ذيلا أبيضًا يرغي زبدًا، وكان النسيان في طريقه إلى تلك البلدة.

كان صاحب الدرك يتساءل عن سرّ هذا الهرج، جميع الذين صعدوا إلى المركب أصيبوا بفرحٍ غريب لا يوصف.
أخبرني صاحب الدرك بأنّه سيفلت من مهمّته في اللحظة الأخيرة، سيصعد قبل إقلاع المركب، ولن ينظر إلى الخلف أبدًا، وكان على خطأ!
كيف لكلّ هؤلاء أن ينسوا بداياتهم؟
كيف لهم أن ينسوا أحبّتهم؟
كيف لهم أن ينسوا الورد الذي قطفوه ووضعوه في جدائل فتيات الحيّ، في ليالٍ تضيئها أقمار الحبّ!
كيف لهم أن ينسوا الكستناء المتفرقعة فوق كوانين الشتاء؟
حين تصبح المياه برّهم وتصبح الأمواج سماءهم
سيتذكّرون كلّ هذا، ويسيل الدمع حارقاً فوق الوجنتين يسقي جياع اليمّ.
ومن بعيد، انطلق صوت عزف على البيانو، في البداية بدا خافتًا.
كانت الأصابع تتلاحق خلف الأوتار خشية أن تفلت نغمة، في عرض السماء.
والملائكة تستمع، وينداح النداء صلاة خاشعة تناجي القلوب المتحجّرة.
- استيقظوا من النوم يا أبنائي لقد حان وقت الوداع
حان وقت الوداع.

ما الذي أنْتَظِره يا تُرى؟
أخشى البدء بهذه المغامرة،
أخشى اكتشاف الحقيقة،
أخشى الصعود نحو الهاوية،
أخشى نبضات قلب أمي،
ولهفة الأخت التي لم تعد تنتظرني بعد الآن.

وحيدًا في مواجهة هذا القدر،
سأمضي قريبًا إلى عين العاصفة،
سأغوص عميقًا في قلب محارة،
لن أخشى الموت مرّتين،
لقد وُلِدْتُ يومًا ما وهذا يكفي،
حَبْلُ الصُرّة انقطع ولا عودة عن الحياة،
لا عودة عن الحياة؟

-7-

اللهفة،
تعصف بي اللهفة،
قرر القاضي استدعائي على عجل،
وبدأت معاناتي مع أهل الجهل القابعين فوق مصائر العباد،
- أنت تخلّ بأمن البلاد؟
- اطردوني، أبعدوني، دَعوني أبْحِرُ بعيدًا عن عالمكم،
- نحن لا نُصْدِرُ الأوامر جِزافًا، لقد عيّنا محاميًا يمثّلك في أروقة المحكمة.
- هل أنا متّهم؟
- نعم، حتّى تثبت براءتك.
- لكنّ المقولة تقول عَكْسَ ذلك!
- هل لديك إثباتًا أو دليل؟
- المقولة تنص عَكْس ذلك، أنتم تظلمون التاريخ.

كان المحامي ولا يزال أطرشًا،
لكنّه يُحْسِنُ الاستماع، يقنعك بأنّه يفهم قضيتك، سيستميت بالدفاع عن حقوقك المشروعة،
- حقوقي في الأشرعة التي تنتظرني عند الميناء.

كان عليّ الفرار ذات صباح، وها قد هاجم القذى عينيّ مجدّدًا، وأنا لا أملك سلاحًا سوى هذه المهانة، يا لها من غمامة!

- حضرة القاضي، محامي الدفاع لا يسمع،
- محامي الدفاع مصابٌ بالصمم!
- هل تتّهمنا بالتقصير؟
- بل أتّهمك بالتحقير!

- لماذا تريد مغادرة البلاد؟
- ولماذا البقاء سيدي القاضي؟
أنا ذاهب للقاء مصيري،
لا أقدر على البقاء في مدائن مخنوقة.
- ولماذا صَعِدَ إلى مركبك كلّ هؤلاء؟
- إنّهم ضائعون ويبحثون عن عالمهم الآخر، لعلّهم يجدونه في التيه الأكبر.
- سنصعد إلى مركبك للتفتيش؟
- وماذا تنتظرون؟
- سنحطّم المركب إذا ثبت وجود ما يخلّ بالقانون!
- والفأس تجدونه في بيتي
- ما كلّ هذه الثقة، أنت متعجرف!
- بل إنسان يبحث عن ذرّاتي المسكوبة في الأثير.

صمت القاضي طويلا ثمّ تاه في عالمه الخاص، وكان ثرثارًا للغاية.

-8-


صاحب الدرك أخفى القاتل عن الأنظار،
وبقي الحرس خاوي الوفاض.
كان القاضي قد قال لي الكثير بصمته،
كان قلبه يتمزّق ما بين الحكم على مركبي، أو الدعوة ومباركة ليالي العشق القادمة على مشط موجة!
نورا كانت تخشى كرامتها المكلومة، وكان حجابٌ سقط على وجهها المستدير.
نورا حبّي الكبير، نورا أغرب كتابٍ قرأته في حياتي، كتاب نورا مكتوب بلغات غير مفهومة.
حين أدارت ظهرها لمركبي بكى النورس، غادر شواطئي وطار في الأفق البعيد، كان في انتظار نوارسي رصاصة صيّاد، سقطت إحداها عند قمّة تلّ،
وكان هذا نذير شؤم يا نورا، وأنا ما زلت أذكر عينيك.
كان الليل يلفّ جيد ليلى حين همست
- أتعود؟
التقت أعيننا لوهلة.
نورا ذهبت تبحث عن كِسَرِ روحها في مرآة النسيان.
لم تبتعد قبّرتي عن مفاتيح الدنيا العابرة، المرأة في ذاتها ضلّت الطريق،
هزّت ليلى رأسها وقالت:
- قلب المرأة دليلها يا قبطان،
المطبخ لا يتّسع إلا لامرأة واحدة، وعلى مركبك لا يوجد سوى مطبخًا واحدًا، ليلى ستغادر مركبك الليلة.
- لن يبحر المركب دونك يا فاضلة
هذا مركب الحياة
قلب المرأة ليس مطبخ؟
لن يبحر المركب دونك يا..
-9-
عمل الجميع على تحميل المواد الغذائية والمعلّبات الى مخزن المركب.
ذلك الصباح استيقظت وعينايّ صافيتان
أدركت بأنّ نذر الشؤم قد اختبأت
وقرّرت رفع المراسي ومعانقة الأفق ومجاراة النوارس
ذلك الصباح فتح الخالق أبواب معمورته ودعاني إلى بحاره
لا بدّ من تلبية النداء، لا تقولي وداعًا يا نورا
أنت لا تدركين ثقل الغروب حين يردّد الخلق أغاني الصباح
عيناي صافية ويدي بيضاء
والأشرعة رُفِعَتْ وسط هتاف الحضور
ومن بعيد، كان هناك زورق صغير ينتظر ابتعاد المركب عن الشاطئ
من بعيد كان صاحب الدرك والقاضي والقاتل في الانتظار
سألني البعض كيف تصحب معك قاتل يا قبطان؟
لهذا الرجل حكاية سنسمعها وسط البحر يا سادة
لا تخشوا الغدر فهو يخشى روحه الآثمة الآن
كان القاضي يحمل بين يديه قطته المرقّطة
نظر اليّ وقال راجيًا:
- أتسمح؟
- لن أردّك يا قاضينا ولو رافقك نمر أو أسد، اصعد فالريح مواتية، والقدر اليوم يضحك.
مضى المركب نحو عرض البحر، شعرت في الحلق غصّة.
كان جزء من قلبي الدامي يقطن هناك، والقيود ما زالت تخنق ربيع البلاد.
كنت أشاهد أثر الغمامة السوداء تطوّق مدينتي، وكانت أحداث مدمّرة على وشك الانفجار هناك
كنت أشاهد ملاك الموت يُطيلُ النَظرَ إلى مدينتي
آهٍ يا مدينة الشتات!
إلى متى يا مدينتي؟
إلى متى يا مدن المجتمعات المهزومة؟

عدالة زِنّار
-1-
تعافت عيناي بعد أن ابتعدنا عن أضواء المدينة، وسرعان ما بدأ الغناء يصدح فوق المركب.
بدأت ليلى بالرقص المحموم، قالت بأنّها ترقص من أجلي
قالت بأنّني المخلّص،
قالت بأنّني أملها الأخير،
وكانت على استعداد للتضحية بحياتها من أجلي، وأصبح المركب منزلها الجديد.
للمرّة الأولى شاهدت الأعمى يبتسم، كانت مياه البحر تعصف بجسده الهزيل.
لماذا لا تبتعد عن تيّار الماء المالح يا صاحبي؟
أريد ان أتألم، أريد أن أشعر بإنسانيّتي
بعد قليل هرعت القطّة (سميّة) لتجلس بين قدمي الأعمى.
- لماذا أسميتها سميّة يا قاضي؟
- كانت زوجتي تحبّها كثيرًا.
أسميتها سميّة بعد أن ماتت زوجتي سميّة.
كان القاتل يجلس طِوال الوقت وحيدًا، وكان القاضي يدرك حيرتي وقلقي.
لا تخشى من مروان يا قبطان،
وما قصة هذا الرجل؟
في تلك المدينة التي اختفت عن أنظارنا يا قبطان
كان هناك رجلٌ قاسي القلب، كثيرًا ما كان يضرب أطفاله ويناكد زوجته، وكان الخمر يفقده رشده ويرمي به الى عالم الجهالة.
مروان هذا جار يطرق الحديد، يقتات بطيّ المعادن والفولاذ،
أنظر إلى ساعديه القويّتين.
في تلك الليلة كان الصراخ شديدًا، وكان جار مروان يبحث عن آخر المال من أجل زجاجة،
ضرب أمّ الأولاد ونهر الصغار حين تدخّل صاحبنا، لم يكن يدرك قوّة ساعديه.
حاول فقط أن يبعد جاره الثمل عن أهل بيته، رفعه من رقبته فكسرها.
اتّهمه البعض بأنّه على علاقة غرامية مع الزوجة،
بقي في السجن ردحًا من الزمن قبل أن نمكّنه من الهرب.
- أنت يا قاضي؟
- نعم، لقد دفع ثمنًا باهظًا، عشر سنوات في السجن تكفي.
-2-
انسلّت ليلى إلى قمرتي، أغلقت البوّابة الصغيرة، أزاحت شالها عن خصرها النحيل
- ماذا تريدين يا ليلى؟
أرجوك غادري قمرتي.
- جسدي الفاني يسعى إليك، لا تردّني، دَعْني أستلقي إلى جانبك، أشعر بالبرد، أشعر بالخطيئة تأكل أضلعي، هذه الليلة يا قبطان أنا ملك يديك.
اهجرني، حادثني ولكن، لا تبعدني عن عالمك.
- لماذا يا ليلى، ألا يكفيك رجال المركب؟
جميعهم يتشوّقون لهذا الجسد!
- أشعر بالخوف يا قبطان،
- لقد رقصت طويلا وهذا نذير شؤم
هل تشعرين بحضوره الثقيل؟
هناك شيء ما يتربّص بالمركب، قوّة لا يقدر على مواجهتها أحد.
- جميعنا مستهدفون يا قبطان.
- حسنًا، ابقِ في قمرتي، لا تخشي شرًا يا ليلى، ولا تخبري أحدًا عن مخاوفك، أخشى حمّى الفوضى والهلع.
- من هو يا تُرى؟
سألت ليلى وقد أصابها الفضول.
- إنّه صديق قديم، لكنّه ما زال يدين لي بالكثير.
لامس جسدها جانبي، أمسكت أطراف أصابعي، لثمتها، شعرت بأصابعها تتخلّل خصائل شعري، كانت تلهث وراء سراب وجدته جميلا، بل مستحيلا.
أبعدتها برفق عنّي وهمست في أذنها،
- لم يحن الوقت لهذا، عليّ مواجهة زِنّار.
في اليوم التالي كان الصمت ما يزال مخيّمًا على المركب، تلبّدت الغيوم فوق المركب تمامًا،
كان العاشقان يقبعان في إحدى الزوايا، لم أسمع صوتهما منذ أن انطلقنا في رحلتنا البريّة.
((فارس وحورية)).
أجابني سليمان حين سألت عن قصّتهم.
- قصتهم تطول يا قبطان، هل لديك متّسع من الوقت الآن؟
- بل فيما بعد.
ألا ترى الغيوم قد تلبّدت فوق مركبي؟
ما معنى كلّ هذا؟
السماء من حولنا صافية، مركبنا هذا مستهدف يا قبطان.
هززت رأسي موافقًا.
وهمست قائلا،
- لقد أتى زِنّار
-3-
أصيب الجميع بالهلع بعد أن وقفت غمامة فوق المركب تمامًا؟
غمامة سوداء حجبت الأضواء وبدأت تمدّ أذرعها حول المركب.
بعد وهلة أصبحت الأذرع حقيقة، كانت كبيرة وعملاقة.
أمسكت بأطراف المركب وأجبرته على الوقوف، ثمّ أخذت تدير المركب حول نفسه وكأنّه لعبة صغيرة،
وقع البعض وبدأ آخرون بالتقيّؤ، وضعت شريطًا أسودًا فوق رأسي، صرخت بأعلى صوتي
- أنا هنا يا زِنّار، لا تكن جبانًا، اظهر!
سمعته يضحك عابثًا، لكنّه سرعان ما أوقف المركب عن الدوران، نظرت إلى البحر، كان زِنّار قد رَفع المركب قليلا عن سطح المياه،كنّا معلّقين في الهواء، لعنة الله عليك يا زِنّار!
كان زِنّار متمسّكًا بالمركب بكلّ قوّته هذه المرّة، لم أعهده قاسيًا لهذه الدرجة، هناك أمرٌ ما يخيفه ويقلقه.
كان من المستحيل التملّص من يديه وشباكه.
للمرّة الأولى يتجرّأ ويرفع مركبي عن سطح الماء، كأنّه يخشى انزلاق المركب هربًا من سطوته.
- نحن كما ترى بين يديك يا زِنّار، أخبرني الآن: ما هي ضريبتك؟
ما الذي تريده من مركبي يا حارس البحار.
عندها ظهر زِنّار برأسه الضخم ولحيته الكثيفة.
- لقد نسيت بأنّك قبيح إلى هذا الحدّ يا صديقي، لم يكن مزاجه جيّدًا ولم يستسغ مزاحي.
أفلت طرف المركب الأيمن فضرب سطح الماء.
شعر الجميع بهول الضربة وتقيّا البعض مجددًا.
- أنا لست قبيحًا، احترم نفسك وإلا!
- حسنًا يا زِنّار، أعتذر عمّا بدر منّي.
- أنا لست قبيحًا، أنا عاشق!
ضرب زِنّار طرف المركب الأيسر فاستقرّ المركب فوق الماء
أخذت دموعه تنهمر، وكاد المركب يغرق
صوت نواحه كان هادرًا وعاصفًا
- زِنّار، على رسلك يا عملاق،
أرجوك توقّف عن الصراخ والبكاء.
جميلٌ أن تكون عاشقًا، ولكن
- ولكن ماذا؟
صرخ زِنّار مهمومًا.
- نحن قادرون على مساعدتك يا صديقي.
أدركت بأنّها لا تعيره أدنى انتباه، أدركت بأنّها لا تبادله مشاعر المحبّة.
بدأنا بتنظيف وغسل لحيته وشعر رأسه طِوال النهار، استخدمنا السلالم من أجل الوصول إلى رأسه، وكنّا طِوال الوقت نغنّي، وكانت ليلى ترقص وتبتسم
شعر زِنّار بالارتياح. غسلناه بماه البحر المالح، وعندما أشرف النهار على الانتهاء، كنّا متعبين ومرهقين، وكان زِنّار في غاية الألق.
فرح كثيرًا واصطاد بكفيه بضع سمكات كبيرة، رماها على سطح المركب وضحك طَرَبًا.
- افتحوا لي الطريق.
صاح الأعمى حين سمع صوت السمك يضرب أرض المركب.
- لقد حان دوري.
بدأ الأعمى بتقطيع السمك وطهيه.
تقدّم الجنرال وساعد الأعمى في مهمّته.
وأخذ زِنّار يراقب انعكاس صورته فوق مياه البحر.
-4-
- من تكون حبيبة القلب يا زِنّار؟
- لا بأس يا قبطان، دَعك من أمر عشيقتي.
- لم تكن يومًا أجمل ممّا أنت عليه الآن!
- هذا لن يعفيك من المساءلة.
- المساءلة يا زِنّار؟ ومتى حاولت الهرب من العدالة؟
- عليك أن تشرح الكثير من الأمور.
- لن أتفوّه بكلمة واحدة قبل أن تخبرني عن عشيقة قلبك، من هي المرأة التي كادت أن تودي بمركبنا إلى الهلاك يا زِنّار؟
- إنّها ملكة الجزر جُمانَة، فاجأني طيفها قبل أيام، وما زلت أطلب ودّها .. لكنّ العاهرة اللعينة..
- على مهلك يا زِنّار، جُمانة ليست بالصيد السهل يا فتى!
- أنت تعرف من تكن أمّها، أليس كذلك؟
- وأنا أمير البحار يا قبطان، أنا زِنّار، فؤادي قدّ من الزهر والاقحوان.
هي ملكة الجزر وأمّها عِنّابة إلهة المحيطات!
لكنّها بعيدة، وهذا لا يخصّها يا قبطان.
فضّلت الصمت وكان زِنّار قد هدأ.
مضى من الوقت يضع ساعات وما زال العملاق يسدّ الطريق في وجه مركبي.
يبدو بأنّ الأمر يفوق إرادته حقًّا،
أخيرًا نظرت إلى عينيه الحزينتين وهمست:
- إلى متى تقف في وجهي يا زِنّار؟
مركبك مليءٌ بالخطايا
- من تقصد؟ لا يوجد من هو معصوم عن الخطيئة يا رجل.
- فوق مركبك يوجد قاتل.
- تقصد مروان؟
- لا يمكنني التسامح مع هذا أبدًا، هناك أوامر عليا وأنت تفهم قصدي.
أشار زِنّار بيده التي شقّت السحاب إلى الأعلى
- زِنّار، هناك قاضٍ في مركبي
هل تقبل بالمحاججة، إنّه أفضل قاضٍ رأته عيني.
- قاضي القضاة يا قبطان؟ ليكن ذلك.
أنا لا أخشى شيئًا، ليكن النزال بيني وبين قاضيك الليلة.
حضر مروان برفقة قاضي القضاة وجلسا القرفصاء فوق المركب.
همستُ في أذن زِنّار، أخبرته بأنّه يحجب ضوء القمر
أخبرته بأنّه حجب أشعة الشمس أيضًا طِوالَ النهار!
لم يعجبه حديثي بالطبع، لكنّه عدّل جلسته ليبان القمر فوق مركبي، أدّى ذلك إلى تموّج المركب طويلا بعد ذلك.
- هل أنت راضٍ يا قبطان؟
- نعم، لنبدأ يا زِنّار.
نظر المارد إلى مروان وقال بسخرية واضحة:
- اعترف بذنبك يا فتى ولننهِ هذه المهزلة.
- نعم، أنا مذنب، إذا كان هذا يُريحُك وشرطك لإطلاق سراح المركب.
- بل هي الحقيقة يا مروان!
عندها صاح قاضي القضاة قائلا:
- السيّدات والسادة، عزيزي زِنّار، موكّلي مروان دفع الثمن، وعاقب والدًا كاد أن يزهق أرواح أولاده، رجل حوّل حياة زوجته إلى جحيم.
مروان يا سادة إنسان كادح بسيط، لم يتمكن من السيطرة على نفسه.
زمجر زِنّار صائحًا:
- وقاتل، قاتل!
من خوّله بالقيام بهذه الجريمة النكراء؟
لقد تعدّى على حقوق الخالق، لن تمرّوا يا أجانب، خطيئته تثقل موازني السماء.
- لقد بقي في السجن فترة ليست بالقصيرة يا زِنّار!
- وماذا لو تاب الرجل وتوقّف عن مناكدة زوجته وضرب أولاده؟
ماذا لو عاد إلى رشده وأصبح مواطنًا صالحًا يا قاضي القضاة؟
طأطأ القاضي رأسه ولم يعرف بم يجيب.
قدّمنا الطعام والشراب لمروان، ودّعناه طويلا، كان الرجل مطمئنًا وراضٍ عن مصيره.
وكنت آخر من عانقه.

مدّ مروان يديه نحو زِنّار وقال بهدوء يُحْسَدُ عليه:
- هيّا بنا يا زِنّار، أنا جاهز.
وفي تلك اللحظة مدّ العملاق اصبعه نحو المركب، لم يتردّد مروان لحظة بارتقاء طرف إصبعه.
كان زِنّار حذرًا حين رفعه إلى الأعلى.
وضع مروان في أحد الجيوب عند طرف لفافة تكوّمت أعلى ظهره.
لم يكن بإمكاننا رؤية مروان، لكنّه كان سعيدًا بتلك النهاية.
ارتفع زِنّار فوق المياه مخلّفًا وراءه زوبعة مائية.
دار المركب على نفسه، لكنّه سرعان ما عاد إلى هدوئه المعهود.
عادت الحياة إلى رتابتها، لم يجرؤ أحد أن يسأل عن مصير مروان بعد ذلك.
لم يجرؤ أحد السؤال عن مصير مروان.
-5-
كانت أيامٌ عصيبة تلك التي تلت لقاء زِنّار.
أصابتني الحيرة وكنت غالبًا ما أسأل نفسي:
- هل كان عليّ حقًّا اصطحاب هذه المصائر على ظهر مركبي؟
هل كان عليّ تسليم مروان بهذه السهولة؟
كنت غاضبًا، لم أكن أتوقّع ظهور زِنّار وقطع الطريق أمام مركبي.
حاول الأعمى مؤازرتي ومحاباتي وتخفيف وقع الصدمة على روحي.
حاول الجنرال صفع الهواء ولعن المارد وأشباهه.
لكن الأمور كانت قد خرجت عن السيطرة، أخذ كلّ من على المركب يخشى الآخر
بل يخشى نفسه، يخشى خطاياه!
وكانوا يهادنون أنفسهم، نحن لسنا قتلة، نحن لسنا مروان!
كانوا يحاولون وزن أعمالهم بالميزان
هل سيحين دور أحدهم قريبًا؟
سألني البعض محاولا أن يبرّئ نفسه.
ابتسمت وقلت لهم بأنّني لست معصومًا عن الخطيئة كذلك.
أنا لست بريئًا أمام نفسي وربّي، كان عليكم البقاء في مدينة النسيان، هناك حيث لا حساب ولا عقاب.
النسيان الذي لفّ المدينة بأكبر عِقابٍ واجهته منذ أن وطأتها الطيور يومًا.
وحدها الأرملة جيهان كانت غير نادمة على هذه المغامرة.
وحدهما ((فارس والحورية)) كانا غارقين في صلاة الغرام.
أدركوا بأنّ النسيان والسأم الذي خيّم على المدينة بمثابة أكبر عقاب.
عندها تذكّرت نورا مجدّدًا.
شعرت بأنّها مريضة.
شعرت بأنّ نبضات قلبها تتصاعد، ما بين الموت والخفقات.
نورا كانت تعاني فراقي ولكن، كأنّ حجابًا سقط فوق وجهها منذ رفضت وجود
ليلى!
لم تكن قادرة على الإحساس بالمركب وقبطانه.
جاءني القاضي، همس في أذني:
- ليلى تتنقّل من قمرة إلى أخرى،
ليلى لم تترك رجلا إلاّ وعاشرته يا قبطان، أليس هذا العمل خطيئة؟
أخشى المجهول، هذه العاهرة!
- أسكتْ يا قاضي! تمهّل قبل أن تُطْلِقَ الأحكام.
أين محاميها، أين لسان حالها؟
- أنت طيّب القلب، أنت مغفّل!
أنت طيّب القلب، لكنّك لست مُرْسَلْ!
- أنا إنسان يا قاضينا وهذه مسؤولية.
ليتك تُدْرِكُ معنى أن تكون إنسانًا!



------يتبع--------

توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس