[كنان سقيرق]

السلام عليكم ...عيدكم سعيد ..كل عام وأنتم بألف ألف خير ...سأتكلم عن طقوس العيد قليلاً في دمشق..قبل أن يبدأ العيد وفي اللحظة التي يشاهد من خلالها الهلال تضرب المدافع معلنة انتهاء شهر الصيام الكريم وحلول الفطر السعيد ...الأسواق في هذا الوقت تكون مكتظة بالناس الكل يشتري الشوكلا وحلويات العيد الجاهزة إن لم يكن قد حضرها في المنزل...عند ثبوت العيد يبدأ الأصحاب بتبادل التهاني والتمنيات بأن يكون العيد سعيداً على الجميع ...وطبعاً في دمشق ككل المدن والعواصم العربية تجري العادة على أن يتصل الأقارب هاتفياً ليتبادلوا بطاقات المعايدة والرسائل على الهاتف النقال ...في وقفة العيد يظل الناس منهمكين في التحضير لإستقبال العيد حتى ساعات الفجر الأولى وتظل الأسواق مفعمة بالحركة إلى أن تبدأ المأذن بالتكبير((الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ..الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .......)) في هذا الوقت فقط تغلق المحلات التجارية ويذهب الكل لتأدية الصلاة المفروضة عليهم..وبعدها يحين وقت زيارة الذين توفاهم الله من أقارب فيشتري السوريون كما جرت العادة أغصان من شجرة تسمى الأس ...ولكن أكثر شيء يجعلني أبتسم هم الباعة الذين ينادون على الأس بقولهم:((بشهي الموت هالأس))...طبعاً بعد صلاة العيد أعود للمنزل لأرتدي ثياب العيد الجديدة وننطلق لزيارة المقابر وقراءة الفاتحة على أرواحهم ..وبعدها يذهب الناس لبيوتهم فيلقوا تحية العيد على عائلاتهم ...وطبعاً لا ننسى العيدية التي يعطيها الأب لأبنه الصغير ((أنا صرت كبير ماباخد عيدية من بابا ))..ثم الفطور وغالباً مايكون دسماً فمثلاً نحن نفطرلحمة مقلية مع البيض((أنا نباتي لا أكل اللحم لذلك أفطر فطوراً عاديا ً))وبعد الفطور تبدأ زيارات العيد التي تستمر على مدى أيامه وتصبح البيوت لا تنقطع من صلة الرحم أبداً خلال الفترة المذكورة على الأقل..وطبعاً غداء العيد أيضاً دسم فلا تخلو الوجبات فيه من شتى أنواع اللحوم وبعدها التحلية والشوكلا والحلويات..((الحلويات طبعاً مثل المعمول بعجوة والمعمول بفستق والغريبة والبرازق والمدلوقة والهريسة والكنافة بجبنة و و و و و و و ........)) ولكن في عائلتنا جدتي تعمل نوع من الحلويات الفلسطنية التي من النادر أن يسمع بأسمها أهل سوريا وهذا النوع من الحلويات ((يسمى المقروطة )) ومكونات المقروطة تتكون من المقادير التالية :((لا أعلم صراحة المقادير الدقيقة لها ولكن كل ما أعلمه أنها نوع من أطيب أنواع الحلويات التي يمكن للمرء أن يتناولها في حياته والدليل على كلامي أن كل إنسان يتذوق طعهما يشيد بها ويأكل حتى تنتفخ معدته))
كل عام وأنتم بألف ألف خير ...