أغنية سردية حزينة
أغنية سردية حزينة
الموت هو ذلك الزائر الذي لن تتكرر طرقاتهُ، لاتمحى من ذائقة معذبيه مرارته، هو الهازم المنتصرُ
وله رفعت أمري. غيبك الموت، واشتدت مُعاناتي، وكبرت ماساتي، كُثر من ابتعدوا، وكُثر من تغمدهم
التراب بوافر ذراته، لكنك الوحيد الذي بالغ الموت بانتشالك، فلم أر لك وجهاً أثناء رحيك!
قالوا رحلت، ومسحت دمعةً قهرت عيني، وقالوا ابتعدت، وقالوا اقتربت، وقالوا دنى الصحو منك، إلا
أن بعض عِندٍ منك، كابر، واخترت الرحيل..
الأغنية الحزينة لي، التي مزقت صمت قلبي، رحلت ونبضي ثار على حزن الثواني، رحلت لتبدأ
بعصيانك أعاصير الغضب، وتبنعث من أنفاسي آنات الألم.
شبح لجنازتك، مر بي أغواني، خدعني صدقتُ بأنك باقٍ، وصدقت بأن خلف تلك المآقي السود بعضاً من
وفاء الأمس اِتقد، وبأن بين زفرات الضلوع حكاياتٌ صاغت لواء الوجد .عادت لتحيينا.
عادت لتُحيي قصص الأمس، وعادت لتعيد وعود الماضي. لا أُصدق رحيلك، غادرتني على غفلةٍ من
ضحكاتهم فجأة ..حملوك فجأة..مُسجى بقيمك ونُبلك..
صافحنا نبض المعزين، لم نبكِ، لأنك كنت بيننا.. لكننا مفجوعون، هي أولى المرات التي لا تطالعنا
بسمتك، وأولى المرات التي لا نستقبل نوجيهاتك.
رحلت وفراغ المساحات يكبررحلت وفي داخل الدفاتر أنت..نرسم ابتسامتك، وعينيك، ووشم ميلادك
الإنسانية لاتحتاج مواسم عزاء، كل يوم خصصنا لرحيلك ترتيلة، وكل أمسٍ كُنت فيه هو صورة
نسترسلُ فيها ..
الموتُ هو الشيء الوحيد الذي قهرني، لكنك الوحيد الذي منحني الأمل، بأن الروح ربما عادت لتسكن
ضلوع من أحبت..
الموتُ هو الأمنية الوحيدة التي نستودعها حلمنا بأن نلتقي، سنلتقي عندما تجود السماء بالعطاء وتحمل
أنفاس من أخلصوا حد الخلود.. هو وعدُ الحالمين.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|