المومس و الخدن التلقام
روى لي أحد الأصدقاء القادمين من إحدى سباخ جزيرة الملح
أن امرأة ثرية ثراءً يغار منه قارون؛ لو كان حيا وما أحسبه يفعل
لآثار نخوة علقت به؛ تقيم بقصر كبير بقلب حي من الأحياء كأنه
شرارة منبعثة من كانون انطفأت جماره وقت السحر تبدو للمتبصر
كجمل أصفر اللون يتوسط هنيدة من الجمال السود. المرأة إتخذت
لنفسها خدن من الأرض الباردة أصفر فاقع لونه كأنه البقرة التي
جادل فيها بنو إسرائيل رب البقرة و الإنسان و رب كل شيء. الخدن
تلقام لا يشبع و لا يأتي صاحبته أو؛ في دقة البيان؛ آمته إلاّ عندما
يشيب الولدان وبعد طبعا ملء الخزائن و التخلي عن كل حق فـــــــي
العلن و في الكتمان. يواصل صديقي مسترسلا؛ و علامات الأسف بادية
على محياه على بؤس حظه مع هذه المرأة التي تجاهلته رغم ما أظهره
لها من إشارات الحب والإهتمام بينما أعطت كل شيء لهذا الغريب الناكر
و غير المكترث؛ جاءها ذات يوم بعد عظيم رجاء فملاْ الأكياس و الحقائب
بما يربي على أربعمئة وخمسين ألف ألف ألف مما يُعدّ عندهم من الدراهم ؛
مقابل قبلة و رقصة بالسيف ووعد بالمحافظة على القصر ذي الشرر شريطة مقاطعة
الجيران و غلّ اليد عنهم إلى العنق والتنكر لمساعيهم ومراميهم و موالاته هو وصحبه .
قلت لصديقي: أتأسف على شيء ؟
قال: نعم!
قلت : وما هو ؟
أجاب : ليتني كنت مكانه .
قلت سائلا: ما الفرق ياترى بين بقرتين في مزرعة واحدة أحداهما صفراء اللون و الأخرى سوداء ؟
أجاب قائلا : لا فرق إلاّ في اللون.
قلت معقبا: و الفراق أحيانا يكون فرقا .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|