رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
تمر الأيام ومازال الأمل يخفق بشدة أمام عاصفة الوهم التي تجيش بصدري فتملأني ، كشمعة في رمقها الأخير تكاد في كل لحظة تستعد للإنطفاء ، أن يدق هاتفي ليؤنسني ، ويواسيني صوتك ( السلام عليكم ) كيف حالك حبيبتي ؟ لأقول بنفس النبرة لك ( وعليكم السلام حبيب قلبي ) أنا بخير مادمت أنت بخير ! أتقلدينني !؟ وأضحك نعم أقلدك أحب صوتك ، والأن أنت لست هنا ، وأنا لست بخير من دونك ، ألم تعد لي ؟ ألم يقترب في ثورة الموج زورقا لطالما كنت أستقله منزويا فيه محتضنا ضعفي واضطراب خوفي ، باحثا عن النجاة في خضم الأيام ، وتلاطم الساعات !!؟؟ ضاع الزورق ، بقي الصخر الأملس ، لا قوة فيه لكي يحملني ، أو يستمسك بي ،، سوى قسوة نعومته هي من بقيت، وأنت أينك أنت ، أذكر مائة وثلاث وستون محاولة على وجه هاتفي الأبكم ، تضربه ليستفيق من غفوته ليخبرني أنك تريد الإطمئنان علي ، من يطرق بابك مائة وثلاث وستون طرقة يريدك أنت حبا وحنانا ، يعلم أنك لن تسمعه وينتظر !! وأنك ربما تكون متوسدا حلمك الطويل وينتظر !!عسى أن تزيح سدادة أصغر ثقب في نافذتك ليسمع صوتك خلاله ليطمئن عليك !! فقدتك فقدت معك المودة الغائبة عن قلوب المغيبين في أعماق أيامهم بلا زورق كزورقي ، لا يبقى ولا يضيع بل لا وجود له ! محرومون وبقيت أشبههم ، لكن حرماني أشد ! وأي شدة تصيب من علم طريق البئر وشرب الماء !؟ ومن ثم ردم البئر وضاع الطريق ، ومن ليس يدر عن صوت الماء وملمسه ، وملامح البئر ! فأيهما يعلم حرمانه وأيهم يدر أنه محروم !؟ في تلك الساعة من كل يوم ، كان لقاءنا الهاتفي ، كان حديثنا ، كان تأملنا في هذه الحياة ، كان تصديقك على كل ما كنت أقول أو أخبرك به أشد من تصديقي لذاتي ! كنت أحبك لايعلم قدر حبي سوى الله ، كلماتك تطوف الآن بعقلي ، وربما نحن الأثنين في تعداد الموتى ولا أدري ، ( أعهدت علي الكذب يوما ؟؟) ذاك سؤلك لي والذي يعقبة إجابتي بقسم حار مني ! أبدا عمري طيلة عمري ! وذاك الذي أعشقه بك ، وفيك أجله وأقدره فنادرون هم ، من هم مثلك !! وتقول : إنني يا ابنتي أراك ابنتي أحسك ابنتي لكأنك لست إبنته هو ! لكأنني أبيك الأول وهو الثاني في القرب ! كنت أعلم أن الرحيل سيخسرني إياك ، ويبخسني حقي في أن أحيا ويحوطني ذراعي إنسان ! ذلك اليوم الذي كنت انتظر بلا انتظار ، كنت أنتظر برفض عميق ، وكنت أكثر المستسلمين لمجيئه ، وأشد الصامتين من الذهول صمتا ! صمتا استڨبلت ، وصمتا ودعت وصمتا أبكيه ، وصمتا أشكوه ، وصمتا أشكو إليه .
|