[د. رجاء بنحيدا]

كل عام وأنا بألف خير ..

ماذا أخذت منك يا أيلول ، يا فصل الدهشة والذهول؟
ماذا علمتني ..؟
ربما أخذت عنك هذه القوة الخفية التي تجعلني أقاوم كل التغيرات ، واكتسبت منك هذه التقلبات المزاجية في المشاعر التي تجعلني أقف طويلا على عتبات التردد في انتظار قدوم فصل المطر !
وربما تعلمت منك أن زمن الانتظار لا يطول ، وأن وقت الاضطراب زائل ، وأن في الشحوب سحر جذاب تحمله غيمة تستفز جنبات الوهاد والربى لتفجر منها أصباغ ألوان تبوح بأسرار الحجر ومشاعر الشجر ..!
مشاعر الخريف تستفزني، توقظ في داخلي شعور الدفء المختلف المدفون كبركان هادئ حجبه فصل الفوضى عن الظهور ، لكن مع قدومك لن يطاله التلعثم ولا الانطفاء !
إذ بقدومك أحنُّ إلى الكلام... إلى السكون... إلى نسيم الهوى ...إلى إيقاع المطر فوق الورق اليابس ...إلى زخات القوافي على سطور القصائد ...إلى الأحلام والهذيان إلى المزيد من الأماني والمتمنيات
كل عام وأنا بخير .. كل عام وأنا بانتظارك يا أيلول ، فأنت من شهدت ميلادي فأوجزت تاريخي وتاريخ هذا القدر !
فلتأت ياأيلول تاركا خلفك فوضى الصيف الساخن
لتوقظ الثرى بقطرات من مطر
لتوقظ قلبي الخجول من غفوات السحر
وكل عام وأنا بألف خير ...
أحقا أنت من تشبهني أم أنا من أشبهك يا فصل النور والوتر والعطروجمال السحر !