عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 09 / 2018, 55 : 01 AM   رقم المشاركة : [1]
عبد الحكيم مومني
مشرف قسم المقالة - إجازة في الدراسات العربية شهادة التأهيل التربوي والإجازة المهنية أستاذ التعليم الإعدادي
 





عبد الحكيم مومني is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

غُصَّة غَيران، كان لابد منها

في الوقت الذي يجب الاعتزاز والافتخار باللغة العربية، والدفاع عنها، باعتبارها لغة استمرت قرونا طويلة فكانت على رأس القمة، لحسن سبكها وبلاغة أساليبها وقوة بيانها، نجد مخططات فرونكفونية (فيروسية) استشرت في المجتعات العربية ومنها المجتع المغربي، الهدف منها تسطيح أفق تعلمها واكتسابها.
نحن على علم تام بأن ما تقوم به الأجندات واللوبيات السياسية، لم يسقط سهوا وإنما صدر عن تمام وعي بما تفعله من مخططات - تتغيى القضاء على هذه اللغة العتيدة - عُرضت بوجه مكشوف وبصيغة فاضحة لنية مبيتة  حُبِكت قصتها بليل، وأعدت العدة والعتاد طيلة سنوات مضت لإقبار اللغة العربية باستخدام وسائل الإعلام، فنجد - على سبيل المثال لا الحصر - في مجال الكوميديا سلسلة (الخواسر) التي قدمت في شهر رمضان، كنموذج بالدارجة المغربية مستنسخ عن مسلسل الكواسر، ومسلسلات تركية مدبلجة تقدم اليوم باللغة العامية وما إلى ذلك، رداءة في الكوميديا، انحطاط في اللغة وضرب فيها، وفحش في التمثيل
فإذا كنا في السابق نجد أن اللغة العربية بحمولاتها وأنساقها الثقافية والعلمية المتينة والقيمية تثقف الشارع وتؤطره، منطلقة من مقررات دراسية داخل المدرسة، ها نحن اليوم أمام لغة شارع تُفرَض بقوة وبفعل فاعل لتستأسد على مناهجنا التعليمية.
وإذا كانت اللغة العربية في عصر الانحطاط قد عرفت مسارا منحطا، فإنها اليوم وصلت في المقررات الدراسية إلى الحضيض، وهبطت إلى الدرك الأسفل بفعل فاعل...
هذا غيض من فيض، وغيظ كتم كثيره، فأصبح غصة في نفس من له ذرة غيرة، على لغة أقل مايمكن أن يقال عنها أنها لغة عظيمة وستبقى كذلك رغم كيد الكائدين.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
عبد الحكيم مومني غير متصل   رد مع اقتباس