عرض مشاركة واحدة
قديم 07 / 10 / 2018, 06 : 04 AM   رقم المشاركة : [1]
لطيفة الميموني
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية لطيفة الميموني
 





لطيفة الميموني is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

بوح منتصف الليل:حسرة جدي...

تتوالى صفعات الزمن على خدي وأنا أنصت لحكاية جدي،ودموع الحسرة تتلألأ في عينيه:
كم تغيرنا...!!
تغيرت أحلامنا وأمانينا...
أصبحت أقلامنا صامتة ...وأناملنا ناطقة.
أصدقاؤنا افتراضيون...بوجوه أحيانا وبأقنعة أحيانا أخرى...
كم تغيرنا...!!
باتت رسائلنا قصيرة ،في وقت كانت صفحات لا تكفينا لسرد ما بداخلنا...
اختصرنا السلام...والحمد...وتبادلنا كلاما بالمرموز.
كم تحولت معاملاتنا للأسوء...رغم انتشار المدارس والمعاهد والمساجد في كل زوايا مدينتي.
كم أصبحت جل معاملاتنا مادية لا تعرف الرحمة ولا الشفقة...
تغير جوهر الإنسان ومعدنه،وأضحى اهتمامه منصب على المظاهر والشكليات.
نعم أحفادي...
عالمنا أصبح قرية صغيرة،لكن لا أحد يأبه للآخر...
تغيرت أعرافنا،وانفك ترابطنا، بعد أن كان حفل الجار حفلي،ومأتمه مأتمي...
اليوم لا نتقابل إلا بعد اتصال هاتفي مسبق...وإن اجتمعنا،انفرد كل بجهازه المحمول راسما على محياه مختلف التعابير.
رباه...ماهذا العالم الدنيء الذي سلبنا كل مشاعرنا؟؟؟
كم تبدلت أوقاتنا وعاداتنا..!!
كم كنا رائعين..!!
والرجل يحافظ على بيت جاره في غيابه..والجارة تتبادل صحن الطعام مع جارتها مهما قل ما فيه أو كثر.
كل شيء تغير...
حتى الطعام لم يسلم...أصبح سريعا لا طعم له...فبرغم كل النكهات والمقبلات،تبقى لجلجلة صحون زمان لذة لا يمكن نسيانها...
خبزنا لا رائحة فيه...فأفراننا لم تعد بحاجة لحطب.
انقلبت الموازين...
بات الشرطي رمزا للرشوة بعدما كان رمزا للنخوة...
أين مكانة المعلم واحترامه؟؟
أين عدل القاضي وهيبته؟؟
أين رأفة الطبيب وبشاشته؟؟
وأين نحن من كل هذا..؟؟
كم أضحينا مختلفين،تائهين يا أبنائي...!!
كان لرمظان طقوس خاصة وحرمة...أجواءه ملفوفة بالبهجة والسرور والتآزر والتراحم...
العيد ارتد موعدا للتجارة لا موسما للفرح....
هرمنا...تغيرنا...وتبدل كل ما حولنا باسم التقدم...
حتى المفاسد كان يرافقها شيء من الخجل الذي التحق بقافلة المهاجرين الغير الشرعيين...
كان...وكان...وكان...
أتساءل فمن يجيب..؟؟ أحقا تغير زماننا أم نحن من تغيرنا؟؟
ضاق زماننا منا ونحن نعيبه...
نظرت إلى جدي فوجدت حسرة بادية على وجهه وهو يعض على نجديه...ثم أردف قائلا:
نعيب زماننا والعيب فينا**وما لزماننا عيب سوانا

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
لطيفة الميموني غير متصل   رد مع اقتباس