رد: الذكرى السابعة لرحيل الشاعر والأديب الموسوعي طلعت سقيرق
[align=justify]في ذكرى رحيل الفقيد العزيز طلعت ترددت كثيرا قبل الحديث عنه لسبب بسيط وهو أن هذا الحديث ليس بالشيء الهين خاصة حين يتعلق الأمر بشخص مثل طلعت .. الشاعر الأديب الإنسان ، فبالأحرى الإلمام بكتاباته نقدا وتحليلا .
ومع ذلك امتلكت الجرأة والشجاعة كي أفي أخي وصديقي طلعت حقه وإن كنت لا أستطيع منحه ما يستحقه من تكريم وتقدير ..
وحين أتحدث عنه كأخ وصديق فإن شعورا بالاعتزاز يغمرني لأن هاتين الصفتين أهديتا لي منه حين كا يناديني بهما على صفحات نور الأدب أو على المسنجر رفقة الأديبة الغالية أختي هدى . وحين أتناول كتاباته فإني لا ادعي نقدها لأني بكل بساطة لست في مستوى النقد الأدبي لهذا أترك المهمة لمن هم أكفأ مني في هذا المجال، وأكتفي بالتعبير عن أحاسيسي وأنا أقرأ إبداعاته .
إذن فحديثي عن طلعت سيكون على شكل محورين : علاقتي به وبكتاباته .
يعود أول اتصال لي بالفقيد إلى أسبوع قبل إحداث نور الأدب وذلك عبر موقع أوراق 99 .. وقد ذكرت ذلك في إحدى كتاباتي عن الأستاذ طلعت .. ثم تلا ذك انتمائي للمنتدى في الأسبوع الذي تلا إنشاء نور الأدب . فكانت تلك مرحلة حاسمة في مسيرتي الأدبية خاصة وأني كنت قد بدأت اتباع النهج القصصي إلى جانب بعض المحاولات الشعرية المتواضعة .
كان طلعت بمثابة عراب هذه المسيرة إلى جانب الأستاذة هدى التي احتفت هي الأخرى بانضمامي ويسرت لي كل شيء سواء في ما يخص الإشراف أو الإشراف العام أو إحداث منتديات فرعية كمنتدى الطفل والمنتدى الفرنسي ، وبعد ذلك تخصيص ملف للقصة يحمل اسمي .
أهم شيء كان يتميز به الفقيد الغالي هو تشبعه بروح الانفتاح والتواضع .. فإلى جانب تشجيعه للتعبير الحر بدون قيود خاصة من طرف الشباب فإنه كان يبدى تواضعا خاصا في ما يخص كتاباته ونقدها أو ترجمتها .. وهنا أذكر التشريف الذي منحني إياه بترجمة بعض قصائده إلى الفرنسية وكان يقول لي : خذ ما شئت وترجم ما شئت بدون قيد أو شرط .. أنا لا أعرف الفرنسية ولكني أثق في ترجمتك ."
نقده وملاحظاته كانت تتسم بالصراحة وعدم الحط من قيمتها .. وأذكر أنني عقبت على تعليق لأحد الأعضاء على قصة لي مشيرا إلى بعض الهفوات التي كانت برأيه تفسد جمالية النص ، وبدأت بتبرير الأشياء التي ذكرها في تعليقه فما كان من طلعت إلا أن أدلى بدلوه فقال بصراحته المعهودة :"لست مضطرا لتبرير اي شيء .. كل يقرأ القصة من زاويته الخاصة .. ثم .. من قال لك إن قصتك جميلة أو غير جميلة ؟ .."
في كتابات طلعت هناك عمق في التعبير ورصانة في البوح .. كنت ولا أزال أحس أن نصوصه تعبر بصدق عن إنسانيته وشغفه بالوطن وهمومه .. وكنت في ترجمتي لهذه النصوص أعايش آهاته وآماله وآلامه الدفينة التي كان يبوح بها بتلقائية وعفوية تامة .. سواء وهو ينظم شعرا أو يكتب قصة .
في هذه الليلة التي تسبق يوم ذكرى رحيله أود أن أعبر لأخي وصديقي عن نفس المحبة ونفس التقدير اللذين كنت أحس بهما نحوه على امتداد أربع سنوات .. وعن مدى الأسى الذي تركه في نفسي ذلك الرحيل الذي جاء خمسة أشهر بعد رحيل والدي رحمه الله .. (23 ماي / 16 أكتوبر 2011) ..
رحمك الله أخي الغالي وأسكنك فسيح جنانه وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان .[/align]
|