لماذا توقّف حمزة عن الكتابة
[frame="1 98"]
كان مهتماً وإلى حدٍّ بعيد بالكتابة والتأليف، وكان يرغب ويسعى لأن يصبح كاتباً. في البداية مجرّد كاتب، ثمّ تأتي الشهرة وجميع مستحقّاتها.
بدأ يقرأ النحو والبلاغة، بدأ يبحر في محيطات الأدب والفقه وجمالياتهما. كان يتوخّى الحذر كلما امتدّت يده إلى القلم وخطّت حرفاً أو كلمة أو جملة. لكنّ حمزة سرعان ما بدأ يتراقص ويدبّ بل ويغازل الأوراق أمامه. أخذ حمزة يتهادى، يترجّل تارة من صهوة القلم ويعتليه تارةً أخرى.
لم يمضِ وقت طويل حتى أخذ يرسل أعماله إلى الصحف والمنابر الإلكترونية. لم تعِره الصحف أدنى انتباه، بل لم تردّ على رسائله المتكرّرة. لكنَّ المنابر الإلكترونية أخذت تنشر جميع أعماله دون استثناء. شعر بالزهو بداية الأمر. لكنّه وبعد التدقيق فيما أنجزت يداه، وجد عشرات الأخطاء المتتالية والمتكررة. وفي المقابل إطراء من جميع القرّاء، وتعليقات ترفع من شأنه، حتى ظنّ نفسه عبقري لا يعوّض ولا يتكرر. توقّف فترة عن الكتابة، فوجد بأنّ حضوره وعدمه سواء. فالمعجبون والمعجبات مشغولون بكيل أطنان عبارات التمجيد والغزل لكاتب آخر، وهو بدوره لا يقلّ عنه سخافة. غضب بعض الوقت، كيف يكون لآخر أن يحتلّ مكانه بهذه السرعة. عاد يكتب مجدّداً واندلق المعجبون مرّة أخرى إلى صفحته ثمّ إلى صفحة ثالث. وهكذا ضاعت الطاسة كما يقولون ما بين حانا ومانا. سيلٌ لا ينقطع من المجاملات، وتمجيد لأتفه ما يخطّ القلم.
مزّق حمزة ذات يوم كلّ ما كتب، وعاد يقرأ مجدّداً ما وضعه كبار الكتّاب والنحويون. كان يعشق العربية، وكان لا بدّ لحمزة أن يدرك جوهرة اللغة وخباياها. كان يخجل من نفسه وواقع اللغة المزري. اللغة العربية التي تشوهت أحرفها لفظاً، وتكسّرت قواعدها عن طيب خاطر. باتت غريبة وأحياناً قبيحة بعد أن كانت سيّدة اللغات.
[/frame]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|