رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
سنة أخرى تهل علي ، ومازلت أناديك وأناجيك ، فهل تسمعني حبيبي ، كل لحظاتي لك أتحدث إليك أحكي لك أنصت لصوتك ترد علي تبادلني الكلمات تبادلني الأحاديث ، كل لحظة أجول فيها في أي بقعة من تلك الحياة أحملك حيا في قلبي لا ينقطع بك وصلي للحظة ، متعب قلبي متى اللقاء متى أحكي لك حكايا السنين ، وكل التفاصيل من مستصغرها وحتى عظامها ، تدهشني سرعة الأيام على أسفلت عمري وأنتظر ، ويدهشني أنك حقا رحلت مني كلما غفوت ومن ثم استفقت أسأل نفسي هل انتهى كل شيء ، هل رحل للأبد لما لا أستوعب ذلك ، لما لا أقبل إستيعابه ، لما لا أفكر في شيء ولا يلهيني ولا يمنعني شيء عنك لما وكل تلك السنوات مرت وأصر أنها لم تمر أم أنها مرت وأنا لازلت واقفة هناك في الذكريات ، في ملامحك ، صوتك ، تعمدت ألا أنساك لتظل في روحي حيا، تعمدت رغم الحزن ورغم التيه ورغم اليتم لتظل حاضرا في ، ولم يشبعني منك للآن تعمدي .
كل الأشياء تغيرت كل الأحوال تغير وكل النفوس انقسمت ما عدنا كما السابق ، الناس تمشي بين الناس والكل يحمل وجه أخر غير الذي يواريه ، الكل يبتسم وليس سعيدا ! الناس تتظاهر بالفرح ومضمخ صدرها بالحزن ! أمنيات متناثرة هنا وهناك ، ولا عمر يكفي للملمتها ، أحلام خاصة وأخرى عامة ، أحلام لأنفسنا وأخرى لغيرنا ولا سبيل للشيخ المفسر ، وقد هاجر الطائر أرض الأحلام منذ قرون . أفواج من الناس يرحلون
بأحلامهم وأفواجا أخرى تأتي بذات الأحلام والأرض تثاقلت بنا اقتظت بجثث الأحياء وعظام الأموات ، والهواء تلوث بالتأفف ولفظ الزفرات ، وأنظر حولي فلا أستسيغ الحياة بديدنها القديم المتهالك ، ووتيرتها المتجرثمة ، وأخرج من كل ذلك وأخلع عني كل ما بي من مادة ومن جمود وآتيك وآخذ عندك قيلولتي ، وأحلم بالنوم العميق عن تلك الحياة .
|