مهر ليلى
فيض حـزنِـي يـحْتسيِه الـنَّبْـضُ شـِــعرَا
ابـنُ جـفْنِـي فـوقَ خَـدِّي ، مَـاتَ ذُعْـرا
يَـا إلـهِـي! … لاَ عِـجِـي أغْرَاهُ قـَــلْـبٌ
لـيسَ منِّـي .. كـيفَ يبقَـى الشَّـوقُ حُــرّا ؟!
يَا إلـهِـي! …خافـقِـي الـمَـتْبُـولُ أذْكَــى
بـينَ أهدَابــي لـــــــهـيـبًا مسْـتمِــــرا
عـنْ قصيــدٍ بـَاحـثًـا بـينَ الــــَّرزايـَـا ،
قـدْ تـوارَى فـي مـرايَـا الـعُمـرِ دهْــرا
يقْـتَـفِـي ذكْـرَى حـروفٍ مـنْ حـكـايَـا ،
ساجيات الطّرفِ فيـهَا كــــنَّ زَهْــــــرا
أسْـجـمتْ فـوقَ اغـتـرابِـي مـَا تـَـبقَّـى
مـنْ سـهـادٍ ، خِـلتُـه في الـلَّيل سِـحْـرا
رُبَّ صـمـتٍ فـِي سِـنـينٍ ، قــدْ ذَرَتْـــهُ
دَمْـعـةٌ رقْـرَاقَــةٌ تـغتَـالُ جـــــــمْــــرا
لـمْ أجـدْ إلاَّ ربِــــيــعًا فِــــي ثـَــــــوانٍ
كيفَ لا أبكِـي الـهَوى سِـرًّا و جَـهْـرا ؟
وحْـيُ خِـلِّـي يـعـتِري شُـطْـآنَ عُــمـِري
كيـفَ أبغِي بـعْـدَ هـذَا الـعُمْرِ عُمْـرَا ؟
أي دربٍ مـنْ طـقـوسِ الـحُبِّ ألْـــقَـى ؟!
أيـنَ قلـبِـي ؟ صَــارَ لـلأحـزَانِ قَــــبْـرَا
صـوتُ لـيـلَى بـيْنَ أحـضـانِ الأمَـاسِـي ..
رقَّـعَ الـو جـدانَ عـهـدًا ما اســــتَـقَـرَّا
طيـفُ ليـلَى حــينَ أرْنُــو ؛ تـسْتَحـيــلُ
ذِكـريـاتُ الحـبِّ فيـهِ روحَ أسْـــــــرَى
غـادَتِـي مَـا خُـنْـتُ عـقْـدًا مـنْ هــيـاٍم
أنْـجـبـتْ صـحـراؤُهُ نــخلاً و تـــــمرًا
قـدْ عـشِـقْـتُ الـبـوْحَ يـومًـا دونِ خـوفٍ
وفـقَ شــرعِ اللهِ بـوحْـيِ لـيسَ كُــفْرا
نـفْسُ ليـلَى أبتـغِـيهَـا نـِصـف دِيــنِـي
لـسْـتُ أهْـوَى كـلَّ نـفـسٍ دونَ أخْـرَى
كـمْ سبَـيْـتِ الـحُلْـوَ مـنِّـي كـبْريـاءً .. !
ذَكِّـر يــنِـي .. أنـتِ مـنِّـي الآنَ أدْرَى ؟
هـذهِ الأيـَّـامُ حُـبْـلَـى بـالـحـنــــــــينِ ..
تَـكْتوِي خِـلجَـانُـها الـخَرسَاءُ هَــجْـرا
لـمْ تــزلْ آهًـا بـصـدْرِي كـالـحَـريِق ..
تَـرتـجِـي مـنْ بـعدِ هـذَا الـعُسْرِ يـُـــسرَا
لـمْ تـزلْ .. والـعُـمْرُ يـمضِـي ، لَـمْـــلِمـيـِه
و ابْـذُرِي فِـي الـجُرْحِ عِشْقًا سَوفَ يَـبْـرَى
ر تِّـلـِي مـا ضَـاعَ مِــــنَّـا كـالـسَّـــــراِب ..
و اسْـجُــدِي للهِ فِـي الـمِحْـرابِ طُــــهْـرَا
و ابْـرحـِي بِـيـدَ الـتَّـجَـافِـي صوْبَ قَلبِـي
عَـجِّلـي يَـا غَـادتِـي بِـالـوصْـلِ فـــــــورَا
فِـي بُـحُـورِ الـشِّـعِر أرْوي مـَا بـصَدرِي ..
كُــلَّ حـرفٍ جـوفَ حـلْقِـي صَـار مُــــرَّا
كيـفَ أمْـضِـي نَـحـوَ هَـذَا الـيـمِّ مـــــدَّا ؟
وَ الــنَّوى يَـجْتـاحُـنِـي - تَـاللهِ - جَــزْرا !
لـيْتـهَـا الأقــدارُ تـْرثـِي الـحزنَ يـومـًـا
مِـثلمَا الـخَـنـسْـاء تـرثِـي الـخِلَّ صخْرَا
لـيتَ شعـِري فـي عُـكاِظ الـُحبِّ، يـَلْقَــى
- رَغْـم مَـوّال الأسَـى - لـيْــــلاهُ بِــــكْـرا
ليـتنِـي ألـقَـى حَبِيــبًـا - لا عـــــــــذابًا -
كلما قدمت عمري قال :- شــــــــــــكرا
ليــتَ هــذَا الـمُــرَّ يــــفْـــنَــى ، لا أراهُ
فـِي صـلاتـِـي حـيـنَ أدْعُــــو اللهَ فـجرا
هـذِه الأشــواقُ حـلْمٌ فـاعْـزِفـــــــيـــــهِ
ليْـسَ عـدْلاً أنْ يـصِـيـرَ الــــحُبُّ ذكْـرَى
*************
سنة 1995
يسين عرعار
الجزائر
ديوان (مهر ليلى )