تَراخَـى الـهُـيَامُ .. ذَليـلاً أتَاهَـا
يُنَـاشِدُ سحْـرًا وحَرْفًـا جَفَاهَـا
يُـداعِـبُ جَـوْفَ السُّـؤالِ طَويلاً
لأَنَّ الغُمُـوضَ يُـحَاكِي رِضَاهَـا
لأَنَّ الصَّحَـاِري هَوَتْـهَا الرِّمَــالُ
فَجَفَّـت سُيُـولٌ ومـاءٌ سَقَاهَـا
لأَنَّ البَـرَايَـا غَشَتْهَـا الـمَذَاكِـي
ِبفَوحِ الطُّلُـولِ وعِطْـرٍ سَبَاهَـا
بِلاَدي سَـلاَمِـي كَشَمْسِ الأَصِيـلِ
لِـهَمْسِ الغُـرُوبِ يَزِيـدُ لَظَاهَـا
ببَـيداءِ لَيلَـي يَـجِيءُ الـجَـوَابُ
ِإذَا مَـا النُّـعَـاسُ تَكَبَّــدَ آهًـا
وفِـرْدَوسُ شِعْـرٍ عَشِيقُ الضُّلُـوعِ
تَلظَّـتْ سَجَـايَـاهُ عِنْـدَ صِبَاهَـا
سَكَبْـتُ الدِّمَـاءَ بِـبَحرِ الفَيَـافِـي
فَـلاَ نَ اليَـرَاعُ لـهَا واشتَهَاهَـا
وَأطعَمْـتُ أَرْضِـي رَحِيـقَ عُيُونِـي
فَذَابَـتْ جُفُونِـي عَسَانِـي أَرَاهَـا
بِـمَنْفَى السَّـرَابِ قَلاَنِـي الغَـرَامُ
وَطَيـفُ الـمَنُـونُ يُقَبِّـلُ فَـاهَـا
فَـهَذِي طُقُـوسُ التَّنَائِـي بِدربِـي
تَشُـدُّ شِرَاعِـي إِذَا مَـا اعْتَلاَهَـا
فَكَيـفَ الوصَـالُ بِدُنيَـا الجَمَـالِ
وَمَوجُ الرَّزَايَـا تَـحَدَّى خُطَاهَـا؟
أَغـمْدَ التَـأَسِّـي نَسِيـمُ التِّـلاَلِ
هَـوَى الذِّكْريَـاتِ البَعِيدِ مَدَاهَـا
أَعِقْـدَ الغَـوَانِـي أَذِيعِـي الحَيَـاةَ
لأَنَّ عُـرُوقِـي شُعُـوِري كَواهَـا
سَيَمْضِـي قَريبًـا جَـوى الـمُسْتَهَامِ
إلَـى الخَـالدَاتِ يُنَاجِـي حِمَاهَـا
وَيَشْـدُو الـحَنِينُ كَمَـا العَندَلِيـبُ
وَتُذْكِـي ضِيَـاءَ الهَوى مُقْلَتَـاهَـا
وَتَسْـرِي الـمِياهُ بِـرُوحِ السَّواقِـي
فَتَمضِـي الـجِراحُ لِيبْقَى هَواهَـا
***************
يسين عرعار
الجزائر
ديوان (مهر ليلى)
سنة 1993