[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/92.gif');border:3px ridge deeppink;"][cell="filter:;"][align=right]
أختي الغالية أستاذة سلوى.. أجيب الآن على السؤالين الثالث والرابع
3. الكتاب والشعراء هم اكثر الناس حساسية ولذلك هم اكثر الناس تعرضاً للصدمات الإنسانية، في نظرك هل هذه الصدمات هي السبب في إثراء الإبداع؟
- نعم سيدتي لأن الشاعر والأديب الحقيقي ولا ينطبق على كل الكتّاب، وليس كل كاتب أديب وأو شاعر بشكل عام ولكل قاعدة شواذ ، يحتفظ الأديب والشاعر بطفولته حية نابضة بداخله وهذه الطفولة وافتقاده الفطري إلى الخبث والرياء يعرضانه لكثير من المحن والصدمات، لا شك أن الحزن والألم يطهران النفوس من أية أدران تتشكل فيها وتصقل الأرواح وتحافظ على شفافيتها، لكن بنفس الوقت هذه الطفولة ذاتها بقدر ما تعرضه للأذى والمحن والصدمات بقدر ما تحميه وتجعله أسرع من غيره في تجاوز الألم وتمنحه القدرة في كل مرة على الانبعاث من جديد.
4. هناك دائماً صراع بين الأجيال ، بما اننا من جيل وابنائنا من جيل فلابد ان يكون هناك هذا النوع من الصراع، كيف تتعامل هدى الخطيب الأم مع ابنها شادي حفظه الله حتى تتخطى هذا الصراع؟ هل تؤمنين بهذا المثل " ان كبر ابنك خاويه"؟
- الصراع بين الأجيال موجود وافتقاد اللغة المشتركة ، محنة يتعرض لها الكثير من الآباء والأمهات لافتقادهم المرونة والقدرة على عبور الجسر الذي يصل بين الأجيال.
بكل صدق بالنسبة لي شخصياً لم يكن بيني وبين أمي صراع من هذا النوع وكانت الصديقة الأقرب دوماً لي وكنا نجلس معاً ونتحاور مثلما تفعل صديقتين في نفس العمر، واستمر هذا حين أصبحت أنا أماً
" ان كبر انك خاويه"
الحقيقة أنا خاويته منذ أن كان طفلاً صغيراً ، وكان والده يقول عني ولي: " حين أدخل أظن أن في البيت شخصاً كبيراً تتحدث معه "
السلبية الوحيدة التي ورثتها عن أبي وعانت منها أمي معي وورثها ابني عني وأعاني منها معه، هي مشكلة طوي الألم وعدم الاعتراف به خصوصاً لو جاء الألم من إنسان ما.
ليس فقط مع ابني فأنا بالفعل مثل أمي في هذه الناحية أتعامل مع أي جيل وكأني منه بلا أي تصنع وأنسجم جداً مع جيل ابني ربما أكثر بمرات مما أنسجم مع النساء التقليديات وأحاديثهن، وأظن أني أمتلك على القدرة على التعامل والتفكير بأسلوب الجيل الذي أتعامل معه سبقني أو تلاني.
شـادي ولله الحمد عقله كبير جداً منذ طفولته رغم طيبته، ولم أمر معه بأزمة، حتى أن هناك تجربة مرت معي حين كنت صغيرة في المرحلة الابتدائية ومرّ ابني بمثلها تماماً في نفس العمر ، وكان علاجي سلبياً في حينه وجاءعلاجه إيجابياً، واسمحي لي أن أرويها وأترك لك المقارنة:
على المقعد الذي يتسع لطالبين كانت تجلس بقربي فتاة أخرى في مثل عمري، مرات عديدة كنت أراها بطرف عيني وهي تمد يدها إلى حقيبتي وتسرق ما يتيسر لها من أمتعتي أو المال الذي معي، أما الغريب بالأمر هو أني لم أواجهها ولا مرة على الأقل بالتفاتة واضحة أجعلها تعرف أني رأيتها وهي تسرقني ولم أشكوها أبداً وربما مازالت تظن حتى اليوم أني لم أكتشفها.
أعترف أنها سلبية كانت وما زالت تضعني بها شدة حساسيتي وخوفي من إهانة أحد أو جرح كبريائه.
حصل هذا مع ابني مرة واحدة لم تتكرر، فقد لاحظ مثلي اليد الممتدة التي تسرق، مثلي لم يلتفت ويواجهه ولم يشكوه كما يفعل معظم الأطفال، انتظر وقت الفرصة وأخذه على انفراد قائلا له:
" أنا رأيتك يا أحمد وأرجوك إن احتجت لشيء اطلبه مني مباشرة وأنا أعطيه لك وهذا وعد بدل أن تتعود مد يدك وتعرف بالمدرسة أنك سارق ويغضب الله منك "
طبعاً الفرق واضح فهو ورث الطيبة والحساسية لكنه عالج المشكلة ، وهذا هو الفرق بيني وبينه، كذلك هو ينسجم مع أي عمر.
شكراً لك صديقتي وكل الشكر على أسئلتك المتميزة
[/align][/cell][/table1][/align]