رد: هنا يا حبيبي أسجل... عرفاني
وقفت حواجز تحجبني عنك تشير أصابعا خافتة الضوء قناديلها تكاد تنطفىء إلى مفارق تيه تغمر بقائي معك لكنني أقاوم التيه عنك أدير ظهري لألتقيك دفء يداك ما زال بيدي أذكر المرة الأخيرة لصحبتنا سوية في إحدى الشوارع وذراعي معلق بذراعك كنت أستشعر الدفء منك يتخللني ويضم بمسامي ، كنت أحدث نفسي وأقول : لو أنها تقف اللحظة بنا لم أشعر بأمان أبدا كالذي كان فيك وتحت جناحك الذي ضاع مني في غمرات الرحيل كان قلبي ينبض خوفا عليك ، وأعلم أنه لم ولن يعوضني بغيرك ، كل ذلك الخوف الهارب مني راح ليلتقيني في درب أحزاني عليك ، كل ذلك العالم أحاط بي فراغه ، وأغلقت دوائره علي لحظة فتحوا لك طريق الرحيل عبر باب في الأرض صغير ، ضيق عبرت منه إلى السماء ، وقالوا عنك ذهب إلى القرار ، تذكرت اللحظة وعلمت لما .... كم كنت أخاف عليك ، وطرقت أذني كلماتك وأنت جالس كالبدر مبتسم ليلة تمامه و قد غلفت محياك مسحة حزن أطلت لناظري ، وبنبراتك الحزينة المودعة قلت لي : قبل الرحيل بخمس وأربعون ليلة ،، يا ابنتي إني أراني ميتا ، جريت عليك وقبلت وجهك ويديك وقلت لا تقل ذلك لا أحد يعلم الغيب لا تقل ارجوك ، ودعوت لك بألا أحرم منك ، ولكنني حرمت وكنت محقا في قولك ، ولم أجرؤ على سؤلك ماذا رأيت ؟ من أعلمك؟ هل رأيت رؤية ؟ هل ألقي في روعك ؟ هل ؟ هل؟ ألف هل وهل ؟ بعد ما قضي الأمر ضربتها ، كالذي يضرب الودع ولا يفهم شيء من قرعه ، واليوم أتذكر بعض من شريط أحزاني ، ولتعلم أني أحبك لازلت أحبك وأحبك وأنتظرك بشغف ، وأعلم أن ما عندك هو الأجمل هو الأفرح .. لكم أشتاق إليك يا أحب الأحبة ..
|