رد: ملك البصل التفاحي
السلام عليكم، تحية طيبة
بداية أشكر صاحب هذا المنشور، لتقاسمه معنا، الأستاذ عبد اللطيف أحمد فؤاد، كما أشكر الدكتورة رجاء بنحيدا التي أتاحت لنا فرصة نقد هذا النص، وفحصه وإبداء الآراء حوله
سأحاول تقديم ورقة نقدية، آملا أن تقرأ في سياق النقد البناء لا الهدام
لاشك أن هذه الأسطر تعبير عن دفقة شعورية، نابعة من إحساس داخلي، دفعت صاجبها إلى البوح بها، ومشاركتنا فيها كقراء، والقارئ أصبح له دور كبير في ملء فجوات النص، واكتشاف ثغراته، والوقوف على هناته واستنطاقه، وكيف لا وهو الذي يمارس فعل النقد والقراءة بآليات ووسائل ـ بطبيعة الحال ـ ويحكم على النص، وقبل أن نحكم جميعا على هذا النص، سأضعكم بشكل مقتضب أمام تعريف الشعر في مراحل ثلاث : القرن الرابع الهجري، القرن السابع الهجري، العصر الحديث " القرن الرابع عشر الهجري"
فالشعر عند قدامة بن جعفر في كتابه "نقد الشعر": هو" كلام موزون مقفى يدل على معنى" وينطلق مقياسه للحكم على جودة الشعر ورداءته بقوله " الشعر إعطاء صورة جميلة للمعاني" من المعايير التالية: جودة اللفظ، جودة الوزن، وجودة المعاني، ثم جودة القوافي، وجودة المعاني عنده متعلقة أساسا بجودة التشبيه، والوصف، والمدح والنسيب...
أما حازم القرطاجني، في كتابه منهاج البلغاء وسراج الأدباء، فقد عرف الشعر بقوله:" الشعر كلام موزون مقفى من شأنه أن يحبب إلى النفس ما قصد تحبيبه إليها، ويكره إليها ما قصد تكريهه، لتحمل بذلك على طلبه أو الهرب منه، بما يتضمن من حسن تخييل ومحاكاة مستقلة بنفسها أو متصورة بحسن هيئة تأليف الكلام، أو قوة صدقه أو قوة شهرته، أو مجموع ذلك..."
وأما عباس محمود العقاد في كتابه "خلاصة اليومية والشذوذ"، فيعرفه بقوله: الشعر صناعة توليد العواطف بواسطة الكلام، والشاعر هو كل عارف بأساليب توليدها بهذه الواسطة يستخدم الألفاظ والقوالب والاستعارات، التي تبعث توَّا في نفس القارئ ما يقوم بخاطره ـ أي الشاعر ـ من الصور الذهنية، والألفاظ نوع من اختزال للمعاني...
وبالتالي من خلال هذه التعريفات، نستنتج ما يلي:
ـ أن الشعر كلام موزون حامل لمعان، يتميز بالجودة في ألفاظه أوزانه ومعانيه..
ـ أنه ـ أي الشعر ـ تخييل وكلام مؤلف ومتصور بحسن هيئة.
ـ أنه يستخدم استعارات وانزياحات، وألفاظ تختزل المعاني، وتقدمها في صورة محببة إلى نفس القارئ...
إذا هذه يمكن اعتبارها معايير، للحكم على النص الشعري ونقده واعتباره "نصا"، ويمكن أن أضيف بعض المعايير التي جاء بها علماء النص، الذين نظروا إلى " النص" من جميع زواياه نظرة شمولية، يصف بنيته الكلية، ومن هذه المعايير:
السبك: الترابط النحوي، ويقصد به الترابط اللفظي بين أجزاء النص بحيث يؤدي السابق منها إلى اللاحق.
الحبك: الترابط المعنوي، يقصد به التلاحم، والتماسك المعنوي بين أجزاء النص.
القبول: ويراد به أن يكون النص على صورة مقبولة للسامع، خالٍ من لبس الفهم، غير مخالفة للمراد.
وعليه، بعد تقديم هذه الورقة ـ أطلب من الكل أن يكون ناقدا معي، وصاحب هذه الكلمات معنا، في الحكم على هذه المتناثرات على مستوى المعاني المركبات على مستوى الألفاظ والمزخرفات ليس إلا.
فهل هي مسبوكة ومحبوكة ومقبولة؟ وهل هي موزونة يستحسنها السامع، وجيدة يستسيغها القارئ.. أم....؟
أعتبرها ما سيأتي بعد أم ولن يكون سوى عكس ما قبلها.
|