رد: ملك البصل التفاحي
ظل شكل القصيدة العربية على مر العصور الأدبية يتحكم في مضمونها، اذ ظل تجدد الشكل الفني واللعب به في مضمار التغيير هو هاجس الشعراء المحدثين، اذ ساد الظن بأن الشكل التقليدي للقصيدة العربية القديمة هو العائق أمام تجديد المضمون الشعري وتعميقه وتوسيع دائرة الرؤية فيه.
فالقصيدة العربية التي بين أيدينا قصيدة التفعيلة ، التي يعلن الشاعر من خلالها تسخير اللغة لشعوره وخياله وانفعاله بقضايا عصره وأحداثه الجسام .لنحاول في قراءة متواضعة اطاحة اللثام عما بداخلها.
عنوان القصيدة يحمل في طياته ثنائية متناقضة مما يعطي الحق في صوغ فرضية مسبقة .هذا التناقض القائم في )البصل# التفاح) يجعل المتلقي يمر على بساط تجتمع فيه نبتة البصل مع التفاح مما يدلعلى الاستحالة. حاول الشاعرأن ينفك من واقعه المرير ذو الدلالة الطبيعية النباتية ،وهي بالضرورة تحيل الى مرجعية فضاء كوكبي ارضي ،يتسم بالظرفية الواسعة والشاملة لكل ما له علاقة بالانسان على الأرض ، لكن الشاعرلم يصب بسهمه الهدف المنشود، مما جعل القارئ لا يشعر بحنين تجاه القصيدة .
وكما نعلم أن الشعر الحديث لا بد له من ايقاع الذي يعد مظهر من مظاهرالجمال وليس هو الجمال.فيرى الدكتور " عز الدين اسماعيل"( أن الايقاع غير الوزن ، وكثيرا ما يتعرض الوزن والايقاع ،بحيث يضطر الوزن الى كثير من التغييرات والايقاع حركة الأصوات الداخلية.....) &&الأسس الجمالية في النقد العربي&&.وهذا ما نجد الشاعر قد أغفله،الانسجام الصوتي ،حيث الأصوات المتباعدة المخرج تؤدي الى عدم وجد نبر وتناغم .لق وظف الشاعر البحر المتدارك وهو بح منفك من المتقارب ،هذا الانفاك في البحر جعل يعرج عن الجوهرية الى أخرى عرضية زائلة كالزهرة التي تذبل بعد برهة مما جعل القصيدة فائحة برائحة الثوم والبصل جعلت القارئ لم يشعر بالانغماس داخل سطور القصيدة.فأغفل هذا حسن التركيب وهو الذي أشار اليه ابن طباطبا يربط الايقاع بحسن التركيب واعتدال الأجزاء ،كل هذا ولد علاقات غير منسجمة داخل النص (التفاح---البصل) الثوم ---الياسمين).
أتمنى هذه القراءة بناءة في تقييم النص.
وأهم ما يمكن أن نختم به النص هو أن الحداثة الشعرية العربية لا بد أن تؤسس لأطروحة تحمل في طياتها المشروع الثقافي النخبوي الوجودي في المنحنيات التاريخية ،المتقدمة في عقد المنتصف وما بعده معبرا عن زخم التناقض والاصطراع ،مكونا الوعي الجمالي وقدراتهعلى استيعاب العالم في امتياز معرفي ،جمالي حضاري في آن....
|