رد: الأديبة هدى الخطيب ضيفتنا في مجلس التعارف
[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/196.gif');border:4px ridge deeppink;"][cell="filter:;"][align=right]
مرحباً بالغالي كنان وشكراً جزيلاً على كلماتك الجميلة وأسلوبك العذب المتميّز، ما شاء الله عليك
سيدة الحرف الجميل الأديبة المتألقة هدى الخطيب أسلوبكِ الجميل وطريقتكِ المتميزة في الكتابة تجعل القارئ منشداً إلى كل حرف من حروفكِ برأيك إلى أي مدى يصل صدى الكلمة إلى نفس المتلقي حين تكون الحروف ممتزجة بجمال التعبير وصدق المشاعر ؟؟
شكراً لك مجدداً على الثناء الذي أتمنى أن أكون مستحقة له
لا شك أن عند المتلقي بوصلة تجعله يميّز بين الكلمة الصادقة النابعة من الأعماق وبين الكلمات البراقة التي تفتقد إلى الصدق ، قمة الجمال برأيي في الصدق والبساطة، والبساطة بالتأكيد لا تعني الركاكة كما يفهمها البعض للأسف، إنما الأسلوب السلس غير المعقد والذي يصل للمتلقي بسهولة مهما يكن مستواه الثقافي.
الأديبة هدى الخطيب من أكثر الناس تقديراً لمعنى الصداقة فترى كيف يكون شعورها إذا غدر بها أحد أصدقائها المقربين لا سمح الله؟؟؟
-ما أكثر الغدر في هذا الزمان، ولكن هناك ناس نعاشرهم على مدى سنوات طويلة ومع هذا لا يصح تسميتهم أصدقاء، الصداقة شيء كبير جداً وعميق جداً وثمين جداً، ومهما كثر عدد المعارف فالأصدقاء من بينهم قلّة ، ومن يحتل في حياة أحدنا مرتبة صديق لا شك أن الغدر لو أتى منه يكون موجع جداً وصادم للإنسانيتنا،وقد ينزف كثيراً ولزمن طويل وحتى لو شفينا منه فسيترك ندبة من الصعب أن تزول خصوصاً عند الأوفياء.
التعبير عن مايجول في خاطرنا من حزن أو فرح أمل أو يأس .. أياً كانت المشاعر التي تتدفق داخلنا لحظة كتابة موضوع جديد فإننا نصب مشاعرنا على الورق بسرعة شديدة وبتدفق لا يكاد ينتهي برأيكِ الشخصي أيهما أفضل استغلال مشاعرنا التي نمر بها لحظة اتقادها والشروع في الكتابة مباشرة أم الهدوء لبعض الوقت حتى يتثنى لنا احتضان الأفكار المتضاربة بشكل جيد؟؟؟
- بالطبع لا بدّ من الكتابة ما أن تنهمر الأفكار، فالإلهام لا يستحضر في أي وقت ومتى شئنا، والأفكار التي لا نكتبها مباشرة ستهرب منّا ويصعب الإمساك بها مجدداً بذات القيمة والصدق مهما حاولنا.
أنتِ تكتبين في كل ألوان الأدب ولكن ترى أي لون هو المفضل عندكِ والذي تفضلين الكتابة به بشكل أكبر من الألوان الأخرى ؟؟
لعلّ أفضل ما يكتبه الإنسان، حين يكون في حالة نفسية وجدانية فرحاً أو ألماً عن أدّق مشاعره وآلامه، وبالنسبة لي هي الكتابات التي أكتبها لنفسي حتى أرتاح وغالباً لا أقوم بنشرها أو إطلاع أحد عليها.
أحب كتابة الكلمات والخواطر، والقصة أكتبها لأترجم فيها خواطري وأمنياتي أو رسالة ما أود إيصالها وكذلك المقالة أو أي صنف آخر، على كل الأحوال حين تلحّ عليّ فكرة ما أكتبها دون أن أفكر بالتصنيف.
فلسطين في القلب... فلسطين في الروح... فلسطين نبض حياتنا ..فماذا تعني فلسطين لإنسانة وطنية لأبعد الحدود مثلكِ؟؟ وكيف تصف أديبتنا هدى الخطيب الوطن ولو بسطور قليلة؟؟؟
- فلسطين هي الوطن ، وهي الآباء والأجداد، في التخلي عنها نكون كغصن يبتر عن شجرته، واغتصاب فلسطين ومحاولة سلخنا عنها هو الوجع المتجدد الذي نتذوق مراره وآلامه كل لحظة...
فلسطين هي الأم السجينة في قلعة قراصنة الأوطان، نراها ونشعر بآلامها لأننا جبلنا من تربتها فالإرسال بيننا وبينها لا ينقطع ولهذا نتوجع ونحملها أينما كنا ونتألم عليها ومن أجلها، ترابها أجدادنا وأشجارها من أجسادهم المتحللة في تربتها، بيننا وبينها إرسال وروابط سلسال لا ينقطع..
مازال العلم عاجز عن تفسير أو فهم معنى وحقيقة الإرسال بين الإنسان وتربة وطنه ونستطيع رؤية هذا بوضوح عند الفلاح الذي يكون قربه وارتباطه بأرضه أشدّ وضوحاً..
من الصعب على المغتصب أن يفهم هذا الارتباط أو تخيّل جهاز الإرسال هذا لأن نظرته للأرض مادية نفعية ليس إلاّ، وكذلك هو حال الخائن والعميل الذي نستطيع تشبيهه بالأشواك والحشائش الضارة في الأرض، فالأطباع المادية النفعية تعمي البصيرة وتحجب عن المرء هذا الاحساس الفطري وتنعدم عنده البوصلة التي تمكنه من فهم هذه الإشارات بين الإنسان وتربته الأصلية وتمييزها..
الوطن معنى كبير وعميق وليس مجرد أرض يمكن أن تستبدل بأرض أخرى، من بإمكانه أن يرضى باستبدال أمه الحقيقية بأخرى؟!
ولهذا نجد المعنى ينتصب شامخاً عند المناضل الذي يضحي بحياته في سبيل الوطن لأن الإرسال يصله بوضوح منصهراً بوطنه، والله سبحانه وتعالى خالق كل شيء والأعلم به يعتبره شهيداً له الخلود، وفي هذا أكبر دليل على معنى وحقيقة هذا الإرسال الذي يجهزنا به سبحانه.
الوطن عند الإنسان الحر الشريف لا يستبدل بكنوز الأرض، وكل ذرة تراب من أرض فلسطين أغلى عند الفلسطيني الشريف من كنوز الأرض ، وأروع ما في فلسطين أنها المقياس الذي نقيس عليه إنسانية الإنسان ونتمكن من معرفة معدنه، ولكل هذا لا يحق لأحد أن يتفاوض بالنيابة عنّا ويتنازل عن حقوقنا...
سأترك لك قصيدة الشاعر المبدع الراحل أمل دنقل تروي الحكاية والمعنى ولك كل المودة والتقدير
[/align][/cell][/table1][/align]
|