رد: بوح خريفي
قبل أن يرحل أيلول .. أبى إلا ان يودعني بطريقته الخاصة .. وكأنه أراد أن يعطيني صورة صادقة عما تعتلج في نفسه من أحاسيس الألم وهو يهم بفراقي ..
هو يعلم مدى حبي له .. ويعرف كيف أني أهيم بذبول أوراقه و تلبد سمائه بأولى السحب المنذرة بأمطار و رعد وبرق ..
ليلة لا كل الليالي عشتها وأيلول يتلاشى .. يلمع البرق فاخال الدنيا أشرقت بنورها .. ويقصف الرعد فأحسب أن الدنيا تهتز أركانها و ينهمر المطر زخات فأتصور طوفانا يغرق المدينة التي تتمثل لي عائمة على موج كالجبال .. فيلذ لي التسلل من فراشي والوقوف أمام النافذة أتأمل في بهجة ثوران الطبيعة وزمجرتها .. وأرى على ضوء القمر سيولا تجرف كل ما تلاقيه في الشوارع .. فيتيه خيالي إلى الربى والوديان حيث تنطلق نفسي حرة طليقة ..
مضى ايلول هكذا .. غاضبا باكيا .. لكنه يعلم مثلي أنه سوف يعود يوما ما لألقاه بالأحضان ..
|