الأربعاء 17 رمضان 1440
هارون عليه السلام
هو هارون بن عمران نبي من أنبياء الله تعالى عاش 122 عاماً توفي ودفن في أرض التيه بسيناء.
هارون -عليه السلام- واحدٌ من أنبياء الله الخمسة والعشرين الذين جاء ذِكرهم في القرآن، وهو الأخ الأكبر للنبيّ موسى -عليه السلام- هو هارون بن عمران بن قاهث، وينتهي نسبه بإبراهيم -عليه السلام-، وُلد في السنة التي تُرك فيها قتل الأبناء الذكور من بني إسرائيل بأمرٍ من فرعون مصر، وقد تربّى هارون بعيدًا عن أخيه الذي نشأ وترعرع في قصر الفرعون، وقد اختارَه موسى ليكونَ له وزيرًا ورديفًا في القيام بالدعوة إلى الله ومواجهة فرعون مصر بالرسالة الإلهيّة، وقد قيل عن ذلك أنّها أعظم مِنةٍ يمتنُّ بها أخٌ على أخيه، وهذا المقال يسلط الضوء على قصة هارون.
قصة هارون عليه السلام
كانتْ بداية قصة هارون -عليه السلام- حين نزلَ الوحي إلى أخيه موسى -عليه السلام- لدعوةِ فرعون للإيمان بالله، فطلب موسى من ربّه أنْ يُرسلَ إلى أخيه هارون كي يكونَ له رديفًا ومَعينًا في دعوته تلك، فاستجاب الله لدعائه وطلبه وبناءً عليه فهارون أحد الأنبياء -عليهم السلام-، وسبب إصرار موسى على طلبه؛ ذاك لأن هارون أكثر فصاحةً وبلاغةً في الحديث منه، وقد قام هارون بمهمته كوزيرٍ لأخيه ومساعدًا ومساندًا في دعوته، وبعد خروج بني إسرائيل من مصر باتجاه الأرض المقدسة وغرق فرعون وقومه استخلفه موسى -عليه السلام- على قومهما حين ذهب إلى لقاء الله -عز وجل- عند جبل الطور كما جاء في القرآن الكريم. وفي غياب موسى -عليه السلام- حدثت فتنة السامري والتي ابتُلي فيها بنو إسرائيل والذي صنع لهم من الذهب الخالص عجلًا له خوار - والخوار هو صوت العجل- ودعاهم إلى عبادته؛ فاستجابوا له وتركوا عبادة الله وحده؛ فقام هارون -عليه السلام- بواجبه في دعوتهم إلى ترك عبادة العجل والعودة إلى دين موسى -عليه السلام- لكنّهم استكبروا وأصروا على عبادة العجل، وعندما عاد موسى ومعه الألواح وعلم ما حدث من السامري وبني إسرائيل غضبَ من أخيه غضبًا شديدًا لإعتقاده بتقصيره في ثنيهم عن عبادة العجل، لكن عندما فهم الأمر من أخيه هارون ذهب عنه الغضب، وقصة هارون تلك واردةٌ في القرآن الكريم وفي التوراة بتفاصيل أخرى يُمكن الاستئناس بها للاعتبار.