الأحد 21 رمضان 1440
سليمان عليه السلام
جاء ذكر سيدنا سليمان في القرآن الكريم ست عشرة مرة، وقد أنعم الله على سليمان نعماً كثيرة منها: منحه الذكاء في الحكم والقضاء منذ أن كان صبياً، وقد قضى سليمان في قصة الحرث الذي نفشت فيه غنم غير أهله، وتمّ الأخذ بقضائه وتنفيذ حكمه، قال تعالى: (وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ*فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا).
قصة سليمان مع ملكة سبأ
علّم الله تعالى سليمان منطق الطير، حيث كان سليمان يفهم ما تقوله الطيور وما تريده بأصواتها إذا ما صوتت، وكان يحاورها، وقد كانت الطيور مسخّرة بأمره فتأتمر حين يأمرها ويستعملها في بعض مهماته، حيث استعمل الهدهد في التعرّف على أخبار ملكة سبأ وقومها، فقد جاءه الهدهد بخبر عبادتها وقومها للشمس، فكلفه بحمل رسالة إليها يدعوها للإسلام لله، فنظرت واستشارت ملأها وردّت لتختبر نبوته بالهدايا، فردّها إليها، فقرّرت وقومها مجابهته بالقوة، فردّ على قوتها بغلبتها بأمر جنّه بجلب عرشها بغمضة عين من بلادها، وكذلك بخدعة الصرح الممرد بالقوارير، فآمنت وقومها لهذا النبي الذي امتلك أسباب الدنيا والآخرة.
قصة سليمان مع النملة
فهم سيدنا سليمان ما قالت النملة وتبسّم من قولها، وجاء ذلك في الآيات الكريمة الآتية: (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ*حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ*فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ).
تسخير الرياح لسليمان
من نعم الله تعالى على سليمان عليه السلام أنه قد سخر له الرياح، فقد كان يصرفها كيف يشاء، مسيرتها شهر وعودتها شهر، وقد أسال الله تعالى لنبيه سليمان عين القطر والتي تعني النحاس المذاب، وكان يستخدمه في توثيق البناء.
تسخير الجن لسيدنا سليمان
سخر الله لسليمان الجن يعملون له التماثيل، والمحاريب، والقدور الراسيات، والجفان، تطيع أمره وتنفذ له مطلبه، وتعمّر له العمارات الشاهقة والمباني الضخمة، وقد جاء بيان ذلك في القرآن الكريم في الآيات الآتية: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ*يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) [سبأ: 12ـ13] كما قد مدّ الله أيضاً سيدنا سليمان بعدد كبير من الخيل ليستخدمها في الجهاد في سبيل الله، وتعرض له أحياناً مثل العروض العسكرية الضخمة اليوم.