[هدى نورالدين الخطيب]

[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/9.gif');border:3px ridge deeppink;"][cell="filter:;"][align=right]
الزميلة والصديقة العزيزة الأستاذة نصيرة
مداخلة روعة ومبتكرة
شكراً على عبد الحليم والضحك واللعب الذي نحتاجه بشدّة

* علمنا أن الزميلة سلوى تخاف من الزواحف و الثعابين حتى في الصور وأن الأستاذة ميساء خافت حتى من العصافير حين سكنت بيتها لأول مرة.. ولا أستبعد أن تكون السيدة ناهد تخاف من الصراصير أو الفئران ...

فما هي المخلوقات التي تخاف الأديبة هدى???


- أخاف من الزواحف والقوارض وما يطير في الهواء ويسبح تحت الماء وما له صوت أو صمتٌ
هل بقي شيْ؟
طبعاً كنت أمزح ( ضحك ولعب)
حتى نميّز هناك خوف مشروع وهو عادة مما يخيف فعلاً معظم الناس مثل الثعابين والعقارب ووحوش الغاب.
أما أنا يا صديقتي فكما أخبرتك بالأمس ، عندي ما يعرف بالرهاب ( فوبيا) الكلاب، والفوبيا كما تعرفين قد تكون من شيء غير منطقي ويخرج الإنسان فيها عن السيطرة الذاتية تماماً فيصاب بالهلع وتتسارع ضربات القلب مع نضح عرق بارد يرافقها برودة الأطراف، على سبيل المثال عندي صديقة بلغارية تخاف من عظم الدجاج، وكانت سيدة تساعدني مرة في الأسبوع بتنظيف المنزل، وجدتها تصعد من الطابق الأسفل للبيت (المخبأ) وتركض مذعورة تصرخ بطريقة هستيرية، وتبين لي أنها رأت عنكبوتاً، أنا أيضاً أنزعج من العنكبوت خاصة والحشرات عامة، ولكن بشكل مقبول.
مشكلتي مع الكلاب وهذا الرهاب قصص وحكايات لاتنتهي سأخبرك بعضاً منها خصوصاً وأن الكلاب لديها حاسة شم قوية تستطيع تمييز مادة كيميائية يفرزها جسد الإنسان عند الخوف الشديد،ولهذا الكلاب تكون عدوانية تجاه من يخاف منها، حتى أن والدتي حين أتت إلى كندا وكنا نعيش في مقاطعة انكليزية وهي مدّرسة لغة فرنسية ، كان أول ما تعلمته من الانكليزية عبارة: " ابنتي عندها رهاب أبعد الكلب لو سمحت "
نبدأ..
كان ابني صغيراً في الثالثة من عمره تقريباً، كنا نسير على الطريق ومعنا أختي، وفجأة اعترض طريقنا كلب ، حاولت أن أشد ابني بعيداً لكنه أبداً لم يشأ أن يتحرك وأخذ يصرخ ويقول أن الكلب أكل الخمسة آلاف ليرة ( عملة لبنانية) التي معه، قلت له أعطيك غيرها ،هيّا وهو أبداً " اريدها من فمه، افتحي فمه وأحضريها لي" والكلب بات على مسافة أنفاسه تكاد تلفح وجهي، وهنا ومع اصراره دفعت ابني وهرولت مبتعدة، وأختي تقول لي وهي تضحك: "ماشاء الله على الأمهات خفت أن يعضك الكلب فرميت عليه ابنك وفررت بنفسك"

كان لي قريبة رحمها الله، سيّدة كبيرة في السن وسمينة.
في منزلنا الصيفي بالجبل في لبنان، وكانت القرية هادئة وادعة نعرف كل أهلها، نسير أنا وهي يومياً بعد صلاة المغرب وأحياناً نبتعد عن القرية على طريق تؤدي لغابة بلّوط فيها مقام أحد الأولياء، فجأة ونحن نسير وجدنا كلباً كبيراً يركض باتجاهنا وهو يزمجر بشراسة (من كلاب رعاة القطيع يسمى الكلب/ الذئب) كدت أغيب عن وعيي طبعاً من الخوف ,وإذ بي أفاجأ بها تقفز بوزنها قفزة واحدة تستوي فيها على ظهر الكلب جالسة ( كما يركب الحمار والحصان) وتتمسك به جيداً والكلب يحاول التحرك والدوران لرميها عن ظهره والتملص منها بلا فائدة وهي تصرخ على راعي القطيع بأعلى صوتها ليأخذ كلبه، وانقلب طبعاً خوفي ضحكاً في مشهد لا أنساه من شدة طرافته.
أما الحادث المأساوي، كنت في وسط المدينة هنا حين ظهر أمامي فجأة كلب صغير يتجه كالصاروخ إليّ خفت منه فصرخت وركضت إلى منتصف الطريق وخاف هو من صرختي فركض بالاتجاه المعاكس إلى وسط الطريق فضربته سيارة، عذبني ضميري جداً عليه.

في أحد الأيام كنت في المستشفى، خرجت من غرفتي لشراء كوب قهوة من الماكينة المخصصة في أحد الردهات وفوجئت بكلب كبير قادم على بعد خطوات ( عرفت فيما بعد أنه أتى لزيارة مريض) طبعاً أصبت بالهلع وتلفت يمنة ويسرة فوجدت بقربي سيدة صينية عجوز (ضئيلة الجسم ) تجلس على كرسي متحرك ، حملتها بين ذراعي ورفعتها بسرعة عن الكرسي وجعلت منها متراساً بيني وبين الكلب، طبعاً أخذت السيدة تصرخ وقبل أن أنتبه أنا لما فعلت انتبه الجميع وتجمعوا يضحكون ، مر الكلب وأعدتها مع الاعتذار منها إلى كرسيها ووقف الجميع يصفقون لي وهم ما زالوا يضحكون على هذا المشهد المسرحي الذي لم يشاهدوا مثله من قبل.
والختام مذكراتي مع الكلاب لاتنتهي وقد يسأل من يعرف خوفي لماذا لا أعالج هذا الخوف؟!
لقد فعلت وذهبت إلى طبيبة متخصصة في علاج الفوبيا وبقيت لفترة تجاوزت العام أدوام أسبوعياً الذهاب إليها وكانت تأخذ موعداً من بعض أصحاب الكلاب وتحضره وأحياناً نذهب معاً إلى أحد ملاجئ الكلاب أو أماكن بيعها، وحالتي لا تتحسن إلى أن جاء يوم نظرت إليّ قائلة: " أنت أثبت لي أني طبيبة فاشلة" ومن شدة تأثرها سالت دمعتها قبل أن تصارحني بالحقيقة المرة!
احذري !
قالت: " بدل أن أعالجك أصابتني العدوى منك وأصبحت أخاف أنا أيضاً من الكلاب"

والآن.. لقد أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
أكمل الإجابة اليوم على باقي الأسئلة
تحياتي لك

كنان الغالي
لا تهتم يمكنك أن تسأل كما تشاء وأنا أجيب حسب استطاعتي
تحياتي
[/align][/cell][/table1][/align]