عرض مشاركة واحدة
قديم 26 / 07 / 2019, 02 : 12 PM   رقم المشاركة : [19]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد

[align=justify]عروبة .. نحتاج أحيانا لمن ينبش في ذاكرتنا محبطا محاولاتنا في نسيانها أو على الأصح تناسيها . ربما هي محاولات كي لا تطفو الأحزان من جديد وتنكأ الجراح بعد أن تكون قد اندملت والتأمت .
الأحزان صديقتي هي من طبع الإنسان وربما هي أجمل ما فيه ، خاصة حين يحزن بنبل وأنفة .. ودائما ما أردد ما أبدعه نزار في "مدرسة الحب" :
أدخلني حبك سيدتي مدن الأحزان
وأنا من قبلك لم أدخل مدن الأحزان
لم أعرف أبدا أن الدمع هو الإنسان
أن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان

الحزن سيدتي كان ملازما لفترات طويلة من سنوات عمري التي ذاقت الأمرين من القريب والبعيد .. لكني عايشت القهر أحيانا وخضت تجارب يومية رأيت فيها الإنسان على صورة وحش ، ولن أقول إنه نزل إلى مرتبة الحيوان .. فالحيوان يتبع غريزته التي وضعها الله فيه .
عايشت القهر وأنا أرى وطني تعبث به أيدي النهب والجشع بينما الحزن يجثم على قلوب الملايين ويسكن العيون المتطلعة دائما إلى سراب .
ذقت مرارة القهر وأنا أرى أشباحا تتسلل في الظلام لتندس وتبث الفتنة بيني وبين أقرب الناس لي ، فانتحب الفؤاد قبل العين . ولو عددت لك أسباب ما عانيته من قهر لما انتهيت لكن يكفي أن أقول إن هذا القهر ولد في نفسي غضبا وتمردا داخليا أثر على نفسيتي وأحيانا على صحتي وأنا المسالم الوديع حسب تعبير من يعرفني (ابتسامة) . فآثرت العزلة والانطواء ، أناجي حرفي وأنصت إلى نبض كلماتي .
الألم الذي شعرت به وأم أميرة تتزوج تضاعف حين شدت الرحال بعيدا عن الديار والوطن .. فكان الألم ألمين والحزن حزنين .. ولا أخفيك أني أطلقت العنان للدموع وأنا تائه بين الربى في ضواحي المدينة حتى لا يلاحظ أحد دمعي أو ينصت إلى نحيبي . كانت لحظات قاسية وأنا أودعها وفي مخيلتي شريط ذكرياتها معي منذ تلقفتها وليدة ، ثم شبت وترعرت بين أحضاني .
آه يا عروبة .. كم هو مؤلم أن تسترجع ذكريات حزينة لم تندمل بعد جراحها . أتدرين ؟ .. أحيانا ألوم نفسي على أي شيء منعته عنها ، حتى ولو كان في غير مصلحتها . أذكر أنها كانت تطلب إذنا بمرافقة زميلاتها في رحلة وهي لازالت صغيرة ، فأرفض وأنا أرى أحداثا من حولي تشيب لها الولدان وتترك ثكالى تندب حظها العاثر نادمة على انصياعها لنزوات فلذات أكبادها ، فأسائل نفسي :" ألم يكن علي تلبية رغبتها ومرافقتها ولو من بعيد ؟"
أم أميرة يا عروبة كان يمكنها أن تذهب بعيدا في دراستها لولا الفساد الإداري والجشع الذي حرمها من ذلك رغم ما حصلت عليه من شهادات.
هذا هو القهر بعينه .. أما الحزن على فراقها فالزمن كفيل بمحوه بما أن الوصال ممكن .
أصارحك عروبة ؟ .. رغم ما يوقظه النبش في الذاكرة من وجع فإن له إيجابية الترويح عن النفس لما يسمح به البوح من فضفضة تريح القلب والنفس معا . لهذا أجمع باقات ورد أقدمها لك هذا الصباح معبرا عن امتناني لسؤالك .
عروبة .. قد أستشف من ردك الأخير يأسا مطلقا .. لكني أعلم أن الأمل هو صنو الإنسان مهما بلغت ذروة اليأس والقنوط .. ما الذي يمكن أن يجعل الإنسان يأمل من جديد رغم ما مر به ؟ .. حب جديد يملأ قلبه ؟ [/align]
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس