رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
[align=justify]عروبة ..
ها أنت ترين أن الحب يمكن ان يكون وجبة دسمة في كل نص من النصوص إن كانت صادقة وعفوية . والحديث عن الحب يستوجب صفحات وصفحات بعدد نبضات القلب وبعدد أيام وليالي العمر . وقبل ان أجيبك عن سؤالك أود أن أشير إلى أشياء ذكرتها في جوابك الأخير وكأنك تتحدثين عني وعن طبائعي . فأنا مثلك وحدي مع الأيام وأعيش في عزلة تامة .. ويمكنني أن انسخ ما ورد في ردك حرفيا لأتحدث عن نفسي .. لكن أجمل ما حمله بوحك هذه المرة هو بحثك عن الحب وعن لحن قيثارته مع كل صباح ، لأني كنت أعلم علم اليقين أن قلبا مثل قلبك في نبله وروعته لن يستغني عن الحب مهما عانى من الآلام وأثخن بالجراح .
العمر يا عروبة في كل مراحله يتغذى من الحب وينهل ويرتوي منه . وقد يعتبر البعض أن أحلى فترات الحب هي مرحلة ربيع العمر. غير أني لا أرى في تقدم العمر حاجزا يحجب لون الحب . بل على العكس . كلما تقدم العمر ، كلما صارت ألوان الحب زاهية .. وفي هذا الفترة يبلغ قمة نضجه وبهائه . في تقدم العمر تصير للحب نكهة خاصة وتتغير نظرة المحب .. فيحب بعينيه وقلبه وأذنيه .. ويرى كل ما حوله ينطق حبا . يرى في صفاء السماء وبزوغ الفجر وهمس المساء حبا .. ويرى في صمت الليل وأحلام السحر ووهج الأصيل حبا . وتتناهى له رقرقة مياه النهر وهدير البحر وهمس الجداول حبا . وكلما تقدم العمر زاد الحب نصاعة ووهجا .
ها أنت ترين يا عروبة أن لا الفشل ولا الصدمات ولا خيبات الأمل ولا تقدم العمر يجعل ألوان الحب باهتة أو يمكنها أن تنال من جذوة الحب .. هذه الجذوة وإن خبا سعيرها فترة فإنها تنبعث من جديد من تحت الرماد كطائر الفينيق .
عروبة .. أعود للحديث من جديد عن الأحلام .. لو خيرت في انتقاء أي حلم فكيف سيكون ؟ وهل سيكون للحب نصيب منه ؟[/align]
|