رد: ((حوار مفتوح ـــ الجمال ))أعده غالب الغول وعزة عامر
السلام عليكم ..
موضوع شيق وجميل بجماله ورونق ما به من منفعة ومعاني ودلالات ، تخص الروح والعقل الباطن ..
والجمال الروحي كما أعتقده هو الجمال الحقيقي الذي أودعه الله في الانسان ويتحسسه بالفطرة ..
فكل شيء جميل عند الله (من عمل او خلق أو صور أو محسوسات) فهو ما اتفق مع الفطرة الالهية التي أودعها الله فينا ..
ولذلك نجد ذلك جليا في الأطفال ونعبر عنهم بعالم الجمال والبراءة والصفاء لأنهم لم تلوثهم الدنيا بفتنتها وغرورها .
فكل شيء جميل ما لم يختلط بنوازع النفس والميول الدنيوية والرغبات الشهوانية .. لأن هذه الأجواء يتواجد فيها الشيطان ومغرياته والاعيبه وشباكه .. (واجلب عليهم بخيلك ورجلك) .. فمن استجاب لمصائد الدنيا والشيطان .. ضعف الجمال الروحي لديه الى مديات ضيقة جدا .. وبالمقابل ازدادت مساحات الجمال الحسية لديه التي تجره الى الدنيا أكثر وتغمسه فيها ..
وهذا لا يعني ان الدنيا ليس فيها جمال ,, ولكن الجمال الذي يراه الانسان ويتلذذ به ويتأمله ويشعر معه بالغبطة في الدنيا لا يمكن قياسه بما أوعد الله تعالى عباده في جنات الخلد .. فهناك الجمال الحقيقي أو بمعناه الأصدق والتام ، بعكس ما نراه في الدنيا ..
ويمكن تقريب هذا المعنى بالقياس بين جمال الآخرة وجمال الدنيا ، فالاولى برغم أن لا يُرى بل نشعر به ونتحسس لذة التأمل فيه لكننا نرغب اليه ونتمناه ونعمل له .. بينما الجمال الحسي الدنيوي ليس كله جمالا حقيقيا فبعضه زائف وبعضه خداع وبعضها لا تبصره العين على حقيقته .. بينما جمال الروح ليس فيه حواجز أو حجب اذا تحسسه الوجدان ..
وما تجده عند البعض من الجمال الحسّي لا يعدو كونه مزيف (كسراب بقيعة) ..
فلذا اظن أن الجمال الروحي فيه حقيقة الجمال ,, وأما الجمال الظاهري فقد تشوبه الخدعة والبريق الخادع ..
ومن ثم فان حقيقة الجمال تعود الى الرائي وما يراه في روحه تجاه الآخرين ..
وكذلك فان الجمال الحسي يكون نسبيا بعكس الروحي فهو مطلق ،ولكل نفس رغباتها وميولها وفلسفتها تجاه الجمال ..
والحديث ذو شجون ..
|