عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 07 / 2019, 35 : 11 PM   رقم المشاركة : [26]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد

[align=justify]عروبة .. هل هو توارد للأفكار أم أنك قرأت سلفا أفكاري واطلعت على نواياي ؟
فكرة الرحلة راودتني وأنا مستلقي على شاطئي المفضل أتطلع إلى الأفق الأزرق تارة وأرنو إلى زورق بالقرب مني وكأنه يضع نفسه رهن إشارتي .. رهن إشارتنا .
حرت إلى أين أحملك معي . هل أعود إلى أيام مضت حيث كنت اذرع أجنحة مطار شارل دوكول الضخم وموسيقى الأكورديون تلاحق مسامعي ؟ .. أم آخذك إلى أرخبيل الباليار الإسباني حيث الوديعة إيبيسا بقديساتها المتعددة عبر شواطها المترامية الطراف ؟
حديثك عن الحب جعلني أحزم حقيبتي وأنطلق إلى عاصمة الحب والأنوار . وها أنذا أمد يدي إليك لتركبي معي مترو الأنفاق المتجه إلى الشانزيليزي ومنه إلى قوس النصر وساحة النجمة .
تعالي ، فهناك عند جسر ميرابو الشهير الذي تغنت به قصيدة الشاعر أبولينير سنستقل يختا مع نفر من السواح ليأخذنا في جولة عبر نهر السين المنساب في هدوء يخفي جبروته المندفع نحو المحيط .. ربما قبطان اليخت عرف بشغفنا بالموسيقى الفرنسية فأدرج أغنية "لا .. لست نادمة على شيء" للرائعة إديت بياف . يشعرنا الأصيل بالألفة وتعم نفسنا سكينة وطمأنينة تنسينا كل ما كان يقض مضجعنا أو يقلق راحتنا . وتتوالى الجسور والبنايات الموغلة في الماضي السحيق .
الآن قبل أن نعيش لحظات تضوع الجو بعبق التاريخ ، سوف نرتشف قهوة على ناصية الشارع المؤدي لمتحف اللوفر الشهير . كيف تريدينها ؟ سوداء .؟ أنا تعودت عليها بالحليب .. حسنا . سأنادي الكرسون .
هناك .. في أروقة اللوفر .. لا لوحة الموناليزا ولا بقايا آثار رومانية ووندالية تثير اهتمامك واهتمامي وكأن فكرنا توحد لزيارة الجناح الخاص بالتحف والآثار المهربة أو المنهوبة من المشرق حيث أنت . لكنها لم تفقد قيمتها وظلت ترنو إلينا بعيون ملؤها الامتعاض لكونها اجتثت من مهد حضارتها لتوضع في هذا الركن البارد من اللوفر . وقوفنا هناك دام أكثر مما توقعناه وكأننا عدنا إلى الوراء .. إلى الشام ومملكة النبط وأوغلنا في البتراء وتدمر قبل أن نعرج على عكا ويافا .
لا نشعر بأن الليل أسدل ستاره ، فأنوار المدينة تجعلنا نعيش نهارا سرمديا . لكننا سرعان ما نحس بأن هناك ليلا وأننا لا بد أن نفيه حقه من الاهتمام . ما رأيك في عشاء خفيف بمطعم سيفاجئك اسمه .. تركنه كمفاجأة . "نور الشام" .. ما رأيك .. أراك تتنهدين . مشاعر شتى أحس بها تتضارب في أعماقك بين حنين وألفة وحسرة دفينة .. لكني لن أتركك لأفكارك الحزينة التي بدأت تغزو مخيلتك .. سأنشد لك آخر ما كتبت لك من قصائد وأترنم ببعض مقاطع من بعض الأغاني الفرنسية الشهيرة . "لا تغارديني" لجاك بريل ، و "إن لم تكوني موجودة" لجو داسان أو "الأيام السعيدةّ" لأمير الأغنية الفرنسية في السبعينيات جيرار لونورمان. ما رأيك في صوتي ؟ مقبول ؟ أراك تبتسمين ..شكرا .
تقترب رحلتنا ، أو لنقل المرحلة الأولى منها ، من النهاية .. وليل باريس المتوهج يودعنا ونحن نستقل من جديد اليخت السياحي في طريق العودة .

عروبة
لن اترك الرحلة تمر دون أن أسألك عن إحساسك ونحن نمخر عباب نهر السين . ما الذي تتمنين أن أحدثك به وأهمس لك واليخت يتهادى نحو المرفإ الأخير وأنغام أغنية بياف لا زالت تشنف الآذان :Je ne tegrette rien [/align]

https://www.youtube.com/watch?v=Wpel8UkBSdQ
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس