رد: بينها وبينه (2) .. سؤال وجواب بين عروبة ورشيد
[align=justify]عروبة ..
قد يبدو لك الأمر غريبا لو حدثتك أني لا أشعر بأن لي عدوا مثلما أنني أعيش في عزلة ولا أصدقاء لي بالمفهوم الحقيقي للصداقة . اللهم إن كان هناك عدو يخنس ويعمل في الخفاء فلا أشعر إلا بالشر الذي يصيبني منه ، وهذا ما أحس به فعلا حين أمر بظروف عصيبة تجعل من حياتي جحيما لا يطاق ..
ومن البديهي أن تكون زهرتي في بستاني ، أرعاها وأتعهدها بالعناية التي تجعلها دائمة التفتح ، بعيدة عن الذبول .. أرويها وأنقش التربة من حولها حتى تبدو لي كما أحب . وربما تكون زهرتي في بستان غيري لسبب من الأسباب . لكن هذا لا يمنع من أن أواصل العناية بها ولو من بعيد . أرويها بهمسي وأتأملها عند الشروق والندى لا يزال يبلل ساقها ، وعند الغروب حين تعم الخلق كآبة ووجوم حتى تشعر بالأنس .
سأناجيها كما يناجي المرء حبيبته وأطمئنها إلى أنني لن أتخلى عنها ولن أغفل عنها ما حييت .. ولو اقتضى الحال ، اختطفتها وهربت بها إلى أبعد مدى لأهيء لها تربة تليق بها لتتفرع جذورها هناك من جديد . ولو أني لا أتخيل نفسي معتديا على حمى أحد ، لكن حين يتعلق الأمر بزهرتي فإن كل شيء ممكن من أجلها وقد أفديها بالنفس والنفيس كي تكون دائما قربي وتنعم بالحرية بجانبي . وقد أمد يد المودة إلى هذا العدو ، إن وجد ، إكراما لزهرتي وتعبيرا مني عن مدى حبي وعشقي الأبدي لها .
عروبة .. يقولون إن الحب أعمى وأن المحب يتصرف يجنون ولا وعي ، بحيث لا يتحكم في مشاعره وأنه قد يتخلى عن أي شي من أجل من يحب .
هل يخضع حبك لمنطق وعقلانية ؟ وهل يمكن أن نوازي بين العقل والعاطفة ؟[/align]
|