عرض مشاركة واحدة
قديم 14 / 09 / 2019, 32 : 07 AM   رقم المشاركة : [15]
رياض محمد سليم حلايقه
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية رياض محمد سليم حلايقه
 





رياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الشيوخ - الخليل - فلسطين

رد: رواية رجل من الماضي على حلقات

ديفيد كلارك ذلك الصديقُ الوفيُّ الأكثرُ قرْبًا من جو، كان يمضي معه أوقاتِ فراغِه وما أقلَّها!
ديفيد من أسرةٍ متوسطةِ الحال، يعيشُ حياةَ الأغنياء فهو وحيدُ والديه، كان يرتدي أفضلَ الملابس، ويأكلُ أفضلَ الأطعمةِ، كان والدُه مُوظَّفاً هامّاً في شركةٍ لإنتاجِ الفحم، وقد طلبتْ الشركةُ منه مُؤخَّراً الانتقالَ إلى مدينة (اديسون)؛ ليستلمَ عمله الجديدَ بعد أن تلقَّى ترقيةً كبيرةً، فرحلَ إليها مع عائلته، لكنَّ ديفيد لم ينسَ صديقَه جو، بحثَ له عن عملٍ كما وعدَهُ حتى يكونَ قريباً منه.
كان حُلْمُ جو الابتعادَ عن البلدة يوماً ما، كان يعلمُ أنَّ والده لن يسمحَ له بذلك لأسبابٍ كثيرةٍ، منها خوفُه من فقدان تلك البنساتِ التي يقبضُها منه كلَّ مساءٍ.
في صبيحةِ ذلك اليوم تذكَّر جو صديقَه ديفيد تذكَّرَ اللقاءَ الأخيرَ بينهما عندما مرَّ أمامَ منزلِهم وشاهدَ الساحةَ التي جلسا فيها، كان يتراءى له خيالُ ديفيد وهو يُحدِّثُهُ.
قال ديفيد: لا تحزنْ يا جو، لن أنساك أبد، سأبحثُ لك عن عملٍ وسأرسلُ لكَ رِسالةً، أنا أعلمُ أنَّك تتألمُ وتريدُ الابتعادَ عن عائلتك، أعلم أنَّهم يسبِّبُون لك الأذى، أريدُ منك أن تكونَ سعيدًا وهذا واجبي.
قال جو: لن أنسى لك ذلك عزيزي، سأكونُ مُمْتَنًّا لك طول حياتي، الأمرُ أكثرُ من أن أحتملَهُ من والديَّ؛ إنَّهم يدمرونني كلَّ ليلةٍ، أنامُ وأنا أحترقُ ألمًا، أفيقُ وأنا أرتعدُ خوفاً من والدي الذي يلكزُني بقدمِهِ كلَّ صباحٍ كأني حيوانٌ، أعيشُ يومي خائِفًا من العصاباتِ والرصاصِ.
لحظةً مرَّتْ كالحُلْمِ تنفَّسَ الصُّعَدَاءَ عندما تذكَّرَ أنَّ ديفيد لن ينساه، واصل العملَ على أنغامِ ذلك الوعد.
مضتْ شهورٌ من المَلَلِ والأَلَمِ وأخيرًا وصلتْ رسالةٌ من ديفيدَ يطلبُ فيها من جو اللِّحاقَ به بعد أنْ حصلَ له على عملٍ بأجرةٍ جيِّدةٍ، كان جو سعيداً بتلك الرسالةِ التي ستُحقِّقُ له حُلماً طالما راودَه؛ ليبتعدَ عن البيت وذكرياته الحزينة المؤلمة مع عائلته، وكانت تلك الرسالةُ والتي فيها عنوان ديفيد والموعدُ الذي سينتظرُه فيه في محطةِ القطار -كما أخبرَه صديقٌ له قرأ تلك الرسالةَ له- المنقذ لجو.
مدينة جيرسي 1985
كان المتهمُ وحيداً في المَشفى بينما شرطيٌّ مُسلَّحٌ يجلس خلف الباب بزيِّهِ الرسميّ وسلاحه، يجلس على كرسيٍّ غير مُريح يقرأ في كتابٍ ما، ويجول بنظره يراقب المارَّةَ.
في تلك اللحظةِ كان المُحقِّقُ ورجالُه يتدارسون الموقفَ.
المحقق: ما رأيُكم بهذا الرجلِ؟
قال أحدُهم: لا بدَّ أنَّه رجلٌ خطيرٌ ومخادعٌ بل ممثلٌ بارعٌ، ألا ترى -يا سيدي- الثيابَ التي يلبسُها؟
قال آخرُ: أظنُّ أنَّه رجلٌ صادقٌ لكنَّه مريضٌ عقليّاً... إنَّه مجنونٌ.
قال آخرُ: إمَّا إنَّه سجينٌ هاربٌ أو جاسوسٌ أخفى شخصيَّتَهُ، وتَخَفَّى بهذه الملابسِ حتَّى لا يشكُّ به أحدٌ.
قال المُحقِّقُ: أنا أؤيدُ هذا الرأي؛ لذلك أرجو منكم إرسالَ صورتِهِ والإعلانَ عنه في كلِّ وسائلِ الإعلامِ.
بعد أيامٍ أخبرَ الطبيبُ المُحقِّقُ أنَّ الرجلَ بصحةٍ جيِّدةٍ؛ فأرسل المُحقِّقُ سيارةً لتأتيَ به إلى مقرِّ الشرطةِ لاستجوابه وحَجْزِهِ، عندما وصل الرجلُ بدأ المُحقِّقُ باستجوابه.
قال المُحقِّقُ: هل نمتَ جيِّدًا هذه الليلة؟
قال الرجل: لا أعتقدُ سيدي.
قال المحقق: هل تذكِّرْتَ شيئاً جديداً...؟
أرى أنَّك تُريدُ أنْ تقولَ شيئاً...
أليسَ كذلك؟
قال الرجل: نعم سيدي، أريدُ الخروجَ من هنا لأبحثَ عن عائلتي.
قال المحقق: لو ساعدتنا، لو قلتَ الحقيقةَ ستخرجُ بالتأكيد.
قال الرجل: أيُّ حقيقةٍ سيدي؟
الحقيقةُ التي أعرفُها ومتأكِّدٌ منها أنَّكم أفسدتُم كلَّ شيءٍ في بلدتي.
قال المُحقِّقُ: لا بأسَ... لكنْ أريدُ أن تقولَ لي أينَ كنتَ تعملُ أثناءَ غيابك عن البلدة كما سبق وأخبرتَنَا بذلك؟
لا تُنكرْ، وبالتأكيد تَعرفُ كيف وصلتَ إلى هنا.
عاد الرجلُ يضعُ يديه حولَ رأسه، ثم قال: أخبرتُكم بذلك سيدي.
قال المُحقِّقُ: أخبرني ثانيةً...
ربَّما تذكــــــرتَ شيئًا جديدًا؟
الرجل: عندما قرَّرْتُ العودةَ لبلدتي، وطلبت من أهل كوكب سيراتا أن يُرسلوني إلى ساحةِ البلدةِ -وذلك لأنِّي لا أعرفُ الطريق- طلبوا مني الاستلقاءَ على السرير وكنتُ في نشوةٍ كبيرةٍ، وأنا أحلُمُ بلقاء زوجتي وأبنائي بعد غيابِ شهورٍ عنهم- صمتَ الرجلُ قليلاً كأنَّه يتذكَّرُ تلك الأحداثَ الأخيرةَ له قبل الوقوعِ في قبضةِ الشرطة- ثُمَّ تابع:
كنت مُستلقياً على سريرٍ وكأنَّني أحلُمُ، وكنتُ أسمعُ حولي حركاتٍ غريبةٍ....
لقد كنتُ مريضاً سيدي، وفجأةً وجدتُ نفسي هنا حيثُ بلدتي.
قال المُحقِّقُ: أحسنْتَ، أحسنْتَ أيُّها الرجلُ، أيُّها الممثِّلُ البارعُ، لقد عرفْنا عنك كلَّ شيءٍ... كلَّ شيءٍ، أخذَ المُحقِّقُ يُصفِّقُ ويضحكُ بملءِ فِيهِ بكلِّ سُخريَّةٍ، ثم غضبَ غضباً شديداً وضرب بيده الضخمة على الطاولة؛ فوقف المتهم مرعوبا، ثم صاح بالشرطيِّ:
ألقِهِ في السجنِ، لا أريدُ أنْ أراهُ.
صاح الرجل: لماذا يا سيدي؟
أقسم أنِّي قلتُ الحقيقةَ.
أنا مظلومٌ وبريءٌ سيدي.
قال المُحقِّقُ: لا تُقسمْ يا رجلُ.
كلُّ كلامك كذبٌ وخداعٌ، ولا بدَّ من معرفةِ سرِّكَ قريباً.
طلبَ المُحقِّقُ من الشرطيِّ وضع جهاز تسجيلٍ في غرفة الرجل، لعله يُثرْثِرُ بكلامٍ يفيدُ في كشفِ هويته، لكنَّ الرجل لم يذكر سوى أرضَهُ وزوجَتَهُ وابنتَهُ سارة، كانَ يبكي بين الحينِ والآخرِ على ما يُلاقي من سوء مُعاملة وعقوبةٍ بلا ذنبٍ اقترفَه.
طلب النقيبُ جاك من المتهم الاستحمامَ، وأحضر له ملابس جديدة لم تلقَ القبول من المتهم، لبسَها على مَضَضٍ؛ لأنَّه اعتقدَ أنَّه سيكونُ شبيهاً بهم، بدَا المتهمُ بالملابس الجديدةِ شاباًّ وسيمًا، يبدو عليه في بدايةِ العقد الثالث من العمر، طلبَ النقيبُ أخْذَ صورٍ للمتهم، وأُعلن عنها في جميعِ وسائل الإعلامِ بعد أن تأكَّدَ من أنَّه يُعاني من مرضٍ نفسي وانفصامٍ في الشخصيةِ
مدينة بايون 1830
جو يستمعُ لصديقِهِ وهو يقرأُ الرسالةَ: عزيزي جو وجدتُ لك عملاً كما وعدتُك، عليك القدومُ فورًا، سأنتظرُك بعد ثلاثةِ أيَّامٍ في المحطة، ديفيد كلارك.
كان فرحُ جو كبيراً وسعادتُه لا حدودَ لها، ألقى السَّلَّةَ عن ظهرِهِ، رقص وغنى كأنَّ الدنيا أصبحت مِلْكَ يديه، وأن حُلْمَهُ الأكبرَ قد تَحَقَّقَ.
قال جو: خُذْ السلَّةَ صديقي، إنها لك، لن أنسى حياتي بينكم، تعلَّمْتُ الكثيرَ منكم، أريدُ منك أنْ تكتبَ رسالةً لوالدي، لنْ أخبرَه برحيلي خوفاً من أنْ يمنعَني من السفرِ، وأرجوكَ لا تخبرْ أحداً ريثما أغادرُ البلدةَ.
ثم احتضنه بين ذراعيه وودَّعَهُ وعاد إلى منزله مساءً.
قال في رسالةٍ مُختصرةٍ موجهةً لوالده:
"والدي العزيز، أحبُّكم جميعاً، لن أنساكم أبداً، وأنا مسافرٌ إلى بلدة (اديسون) للعملِ هناك، سأرسلُ لكم ما أستطيعُ من النقودِ؛ لأنَّكم بحاجةٍ لها أكثرَ مني.
التوقيع: ابنكم جو"
ترك جو الرسالةَ في البيتِ، غادرَ البلدةَ مُبكِّراً، لكنَّهُ كان قلقاً جداً، فهذه هي المرَّةُ الأولى التي يبتعد فيها عن أسرته ووالديه، وهي المرَّةُ الأولى التي يُسافرُ فيها خارج البلدة ويستقلُّ فيها القطارَ، وكان يخشى ألَّا يجد ديفيد بانتظاره، كما خشي أنْ يُواجهَ مشكلةً في العثور على منزله.

يتبع
توقيع رياض محمد سليم حلايقه
 http://"]http://[/URL]
رياض محمد سليم حلايقه غير متصل   رد مع اقتباس