[رشيد الميموني]

[align=justify]أختي وصديقتي وقريبة العزيز الراحل هدى
دعيني أقل لك إن فكرة فتح باب الذكريات فكرة أكثر من رائعة وأن حماستي لتحقيقها ولهفتي إليها مشابهة لحماستك ولهفتك .
لقد اختزلت في كلمات ما يمكن أن يملأ صفحات وصفحات .. لأن هاته الإثنتي عشرة سنة لم تكن بالهينة لما حفلت به من أحداث سارة حينا ومؤسفة حينا آخر .. لكن الأكيد أنها كانت لها بصمة على حياتنا كأعضاء ومشرفين في علاقتنا معك ومع الغالي طلعت . ولا زال إحساسي بالاعتزاز والفخر يراودني لكوني حظيت بعلاقة خاصة ومميزة معكما منذ البداية حين تلقيت نبأ قرب إنشاء نور الأدب ونحن بعد في أوراق 99 .
يبدو أنك ذكرت الكثير مما يمكن أن أدرجه هنا لكني أحتفظ بذكرى تواصلنا على المسنجر مباشرة وتبادلنا للآراء والأفكار ممزوجة أحيانا بالدعابات .
نهى وسلمى كان لهما نصيبهما من دفء نور الأدب الذي احتضنهما كما احتضن زملاءهما وزميلاتهما من البراعم . ولا زالتا تذكران تلك الأيام الزاهية التي كانت تشاركان فيها في المسابقة الثقافية وتدرجان بعض كتاباتهما الناشئة .
الراحلون عنا تركوا في أنفسنا أسى عميقا ولا نملك إلا أن ندعو لهم بالرحمة والمغفرة ، ولمن أنهكهم المرض بالشفاء العاجل . أما ما تعرض له نور الأدب من مؤامرات ومحاولات لعرقلة مسيرته فلم ينل منه إلا ما يمكن أن نسميه كبوة حصان ما لبث أن استعاد توازنه وعاد إلى شموخه وانطلاقته .
الحديث عن نور الأدب ، عن هدى ، عن طلعت لا يمكن أن ينتهي .. فهو الثالوث الذي صقل موهبتي الناشئة ودعم مسيرتي الأدبية بكل ما يلزمها من رعاية وتوجيه . ففي نور الأدب وجدت غايتي المنشودة التي حدثتك عنها ونحن في أوراق 99 وعن رغبتي في رؤية صرح عتيد يحتضن العربية ويدعمها بإبداعات تساهم في إبراز قيمتها .. ومع هدى وجدت الدعم والحلم والصدر الرحب لكل الهفوات التي صدرت مني مع معاملة خاصة جعلتني اشعر بالاعتزاز والفخر .
ومع طلعت أدركت كيف يمكن للنفس أن تصل إلى أوج نبلها وتواضعها ونكران ذاتها .. فكان نعم الموجه ونعم الناصح . رحمة الله عليه .
وها أنذا ، بفضل مداخلتك هذه ، أستحضر مسلسل الذكريات عبر اثنتي عشرة سنة بكل تفاصيلها .. مما جعلني أوطد العزم على مواصلة السير كما بدأته ، مستلهما الطريق من نبراس توجيهاتك وورقة مشاعرك كأخت وصديقة ورفيقة درب طويل في هذا الصرح الشامخ .
كوني بخير أختي .. صديقتي وقريبة أعز صديق منحته لي الأيام .
مع خالص محبتي لشخصك الكريم
[/align]