أعشرينية أخرى !؟
================================
بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي
(( مهداة للشباب الثائر في عراق الرافدين ))
أبيت اللعن شعباً ظلَّ صدْرا
.......................... أبيٌّ شَقَّ للعلياء فجراً
أبَيْت اللعن شعب الرافدينِ
................... فانّ المجد من واديك أسرى
سليلُ حضارةٍ كالشمس بانت
......................... أثيلُ العزّ للتاريخ أثرى
تَشدُّ عزيمةً لشباب ثورةْ
........................ ليعتق قيدَه يكفيه صبرا
جهاد الجور أمسى فرض عينٍ
..................... وقتل الحُرِّ في الإعزاز أحرى
فهيّا يا بني الأحرار هبّوا
....................... كفى ذُلّاً كفى نهباً وغدرا
لنجعل ثورة العشرين رمزا
...................... لها بين الحنايا خير ذكرى
فثَارَ اُباتُها في كلِّ شبرِ
...................... نُعظّم شأنها ونُجلُّ قدرا
شبابُ عراقنا هيَّا لنحظى
......................... بعشرينية للعزّ أخرى
كعشرينية هدمت صروحاً
................. لغاصب أرضنا فهوت وفرّا
فذا قرنٌ مضى عنها وتحيا
.................... فكانت للعدا رصَداً ونذرا
وألهمت العقول الى مرامٍ
.................. لتثأر والنفوس تمور مورا
فعشرينية الثوّار أمست
............... لذي الألباب عنوانا وفخرا
بفتوى مرجعٍ قام العراقُ
.................. يُذيقَ الموتَ للعدوان مُرّا
وأهل العلم في الحوزات ثاروا
................. ولبّوا داعي التحرير فورا
و (مگوار) لدى الثوار برقٌ
................. فلا (طوبٌ) يدانيه وجمرا
فذا وطني المفدّى في ضياع
..................... ألا من ناصر يفديه عمرا
فسادُ حكومةٍ وشيوع نهبٍ
................. فلا دستور لا رأيٌّ وشورى
وفوضى في البلاد بلا قضاءٍ
................... وأمريكا تدير الأمر سرّا
حثالات عتوا فيها فساداً
............... عصابات أتوا للنهب طرّا
واسرائيل تعبث في بلادي
............. وفي أعلى البلاد بنت مقرّا
مصالح زمرةٍ حكم العباد
................... وملياراتها سرقتها جهرا
وأمسى الانتخابات اجتراراً
................. لمسخٍ إثر مسخٍ جاء زورا
فصبر الحرِّ إمهالٌ وحِلمٌ
............... إذا جدَّ الوغى للعزم أورى
ألا يا شعبنا المغوار هيّا
............... نزفّ اليوم للأوطان بشرى
ولا تسمع الى الخذلان صوتاً
................... ولا باغٍ على أُذنيه وقرا
مضى عقدان يحكمنا العبيدُ
............ من الخضراء قد زادونا شرّا
خطابات وتضليل ونهبُ
........... وسوء طويّة يسرت لعسرى
ففاض الكأس وانجاب الستور
............. فسر للنصر قد ألقيت عذرا
ملاحظة : وردت في القصيدة كلمة ( مگوار ) وهي عبارة عن عصا غليظة في أحد طرفيها قطعة من القير استخدمت ضد المحتل الانكليزي في العراق ابان ثورة العشرين سنة 1920 ، ووردت كلمة (طوب) وتعني القنابل التي ترميها المدافع العسكرية ، وقد انتصر (مگوار) الثوار على (طوب) المحتل ، ووردت كلمة (الخضراء) وهي المنطقة التي تقع فيها مقرات الحكومة والسفارة الامريكية في بغداد .